+ الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: قصة رحلتي كشف اللثام عن رحلة الشام

  1. #1
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    قصة رحلتي كشف اللثام عن رحلة الشام


    كشف اللثام عن رحلة الشام

    الثلاثاء ٢١/٧/١٤٣٠
    في عصر هذا اليوم ، وفي الساعة الخامسة والنصف عصرًا ، ومن (؟؟؟؟؟) في قلب نجد ـ حرسها الله ـ انطلقنا ، أربعة رجال على صالون (جيب) متجهين إلى الشام ، وقد جد بنا المسير حيث كنا نشيطين كما هي الحال في بداية الرحلات ، وكان الشوق يحدونا إلى تجاوز الحدود في أسرع وقت لاستغلال أغلب أيام الرحلة في التنزه ورؤية الجديد من الديار وأهلها وما فيها .
    واصلنا حتى بلغنا عروس الشمال مدينة (حائل) عند الساعة الثانية عشرة ليلاً ، وقد قطعنا حوالي سبع مئة كيل ، وبعد أن تعشينا نمنا متأخرين في شقق (بودل) وهي شقق مفروشة نظيفة وأسعارها مناسبة ، بخلاف الشقق الأخرى التي مررنا على العديد منها فكانت أسعارها غالية جدًّا ، والسبب فيما يظهر كثرة الناس في مدينة (حائل) في هذه الأيام ؛ لاعتدال جوها نوعًا ما مقارنة بأجواء المناطق الأخرى ولا سيما الوسطى والشرقية .

    الأربعاء ٢٢/٧
    صحونا مبكرين ؛ لأن الطريق أمامنا ما زال طويلاً ، وتناولنا فطورًا خفيفًا في (حائل) ومشينا الساعة العاشرة ضحىً متجهين شمالاً صوب منطقة (الجوف) على الطريق السريع الذي أنشئ حديثًا بين منطقتي (حائل) و (الجوف) ، وما زال العمل جاريًا في مداخله ولا سيما من جهة (حائل) ، وهذا الطريق يخترق (النفود الكبير) بما يزيد على ثلاث مئة كيل ، وقد اختصر مسافات بعيدة كان على المسافر لمنطقة (الجوف) و(الحدود الشمالية) و (القريات) أن يقطعها من عن يمين النفود أو شماله ، وكلا الأمرين يكلفه من الأكيال أكثر من ضعف المسافة الحالية ، لأن (النفود) شكَّل مصدًّا طبيعيًّا بين منطقة (حائل) وهذه المناطق .
    لا يوجد على هذا الطريق محطات وقود لحداثته ، فكان من حسن حظنا أن تزودنا بالوقود من محطة في مخرج (حائل) بناءً على توصيةٍ ممن قد سلكوا هذا الطريق من قبل .
    عن يمين الطريق غير بعيد يجري العمل في طريق قطار الشمال ، حيث ردمت بعض الأماكن المنخفضة في (النفود) ردمًا قويًّا لرفع مستواها ليصبح الطريق مستويًّا للقطار .
    لا يرى السائر في هذا الطريق إلا كثبان الرمال الحمراء تغطيها أعشاب قليلة جدًّا ، غير قرية على يسار الطريق تُسمَّى (جُبَّة) على بعد حوالي مئة كيل من (حائل) فإنها عبارة عن جبال في وسط الرمال ، وحولها سهل منبسط غير واسع ، وموقعها سيكون جميلاً في أيام الربيع ولا شك .
    قبل (سكاكا) بأكثر من مئة وسبعين كيلاً تظهر للسائر شجيرات الغضا في (النفود) ، وإذا انقطع (النفود) على مشارف (سكاكا) بقليل صار المسافر على مفترق طرق ، يمينًا إلى (سكاكا) كبرى مدن الجوف و (دومة الجندل) إحدى مدنها المتوسطة ، ويسارًا إلى (القريات) ، والتي تبعد من هذا المفرق أكثر من ثلاث مئة كيل غربًا إلى الشمال ، وهذه المسافة عبارة عن حزون تغطيها كثبان غير كبيرة تتناثر فيها شجيرات الغضا ، وصياهد تغطي أجزاء منها المزارع ، خاصة منطقة (البسيطا) و(طبرجل) ذات الأرض الطينية الخصبة .
    والطريق إلى (القريات) ذو اتجاهين ، لكل اتجاه فيه مساران مستقلان ، وما زالت الأعمال فيه جارية وخاصة من (النبك) قبل (القريات) بمئة وسبعة وثمانين كيلاً إلى (القريات) ، ولكنها على وشك الانتهاء .
    وبعد تجاوز (العيساوية) قبل (القريات) بثمانين كيلاً تقريبًا تتغير الأرض إلى جبيلات بركانية أو نارية متحولة سوداء ، وتقل المزارع جدًّا ، وفي (الناصفة) قبيل (القريات) بثلاثين كيلاً تتحول الطبيعة إلى جبال رسوبية بيضاء ، وهي طبيعة مدينة القريات ، والمشهورة بسبخاتها حيث تسمى (قريات الملح) .
    وصلنا (القريات) الساعة الثالثة عصرًا ، وتجولنا فيها قليلاً للبحث عن مطعم ، وهي مدينة حدودية كبيرة ، فيها مطار صغير في شمالها الغربي على الطريق إلى منفذ (الحديثة) ، وسكانها كثيرون فيما يبدو ، لكنها ما زالت دون المستوى المأمول في زفلتة شوارعها وإنارتها وإنشاء حدائقها ونحو ذلك ، وقد تغدينا فيها على تعب وإرهاق ، ثم انطلقنا صوب منفذ (الحديثة) الذي لا يبعد عنها أكثر من ثلاثين كيلاً .
    وقبيل المنفذ على الحدود الأردنية قصصنا ما يسمى بـ(التريبتك) وهو وثيقة العبور الجمركي للسيارة في الخارج ، وقيمته ثلاث مئة ريال ومدته سنة كاملة ، وفيه يسجل رقم السيارة واسم قائدها ، ويحتوي خمسًا وعشرين ورقة ، تؤخذ لدى كل منفذ حدودي ورقة ذهابًا أو إيابًا ، ثم تزودنا من الوقود ملء الخزان . وترى المسافرين لا يمرون بهذه المحطة إلا تزودوا بالوقود لمعرفتهم بغلائه في الأردن وسوريا ، حتى إن بعضهم يجعل لسيارته خزانًا احتياطيًّا ليتسع لأكبر كمية من الوقود ، لكن الجمارك الأردنية لا تتركهم ، بل تفتشهم وتمنعهم من ذلك .
    في جمارك (العُمَرِي) الأردني أخذوا منا تأمينا قيمته عشرة دنانير أردنية ، قريبًا من ثمانين ريالاً ، وهناك صلينا الظهر والعصر في مسجد متوسط الحجم نظيف مرتب .
    تجاوزنا الحدود الساعة السادسة مساءً ، وكان بين الحدود و(عمَّان) العاصمة الأردنية كما تشير اللوحات مئة وستون كيلا ، لكن طريقنا إلى الحدود السورية لن يمر بها ، وقد مشينا من الحدود شمالاً في (الأردن) في حزون ذات طبيعة سوداء ، وبعد حوالي نصف ساعة كنا في (الأزرق) وهي مدينة صغيرة قديمة العمران ، لا ترى للتطور فيها سمة ، وتكثر بها أشجار الأثل والطرفاء .
    وكان الطريق منذ دخلنا (الأردن) مزدوجًا وضيقًا وسيئًا لا يتسع لأكثر من سيارتين ، تكثر فيه السيارات عامة والشاحنات على وجه الخصوص ، وليس له رصيف مزفلت ، ورصيفه الترابي محفور لكثرة من يلجأ إليه من السيارات لتفادي الاصطدام فيما يبدو ، وهذا في حد ذاته يشكل خطورة بالغة ، وهو ما يلمحه السائر مما يراه على جانبي الطريق من آثار حوادث السيارات من زجاج متحطم وحديد متناثر ، والظاهر أن حوادثه مميتة .
    ومن (الأزرق) اتجهنا غربًا إلى الشمال قليلاً ، قاصدين إلى (الزرقاء) في أرض ذات طبيعة جبلية منخفضة تتنوع بين جبيلات سوداء وبيضاء مشربة بحمرة ، وتتخللها بعض السبخات التي ترى من بعيد .
    وفي ضواحي (الزرقاء) توجد بعض الكسارات لقطع الرخام ذي اللون الأبيض الناصع .
    وهذه المسافة التي قطعناها إلى الآن كلها صحراء جرداء .
    لم نصل إلى (الزرقاء) بل أخذنا ذات اليمين متجهين شمالاً مع طريق ذي اتجاهين ، في كل اتجاه منه مساران ، ويسمى طريق (جابر) وهو يخترق جبالاً رسوبيةً صفراء متجهًا إلى الحدود السورية .
    وعلى جانبي الطريق تتناثر قرى صغيرة غير مرتبة يمينًا وشمالاً ، وتزداد قبيل الحدود بحوالي عشرة أكيال ، ويزداد الارتفاع ويبرد الجو قليلاً ، وقد وصلت درجة الحرارة عند المغرب حيث وصلنا إلى خمس وعشرين ، وكانت نسمة الهواء باردة تنعش الصدر .
    كان دخولنا (سورية) الساعة التاسعة مساء عن طريق مركز (نصيب) بعد توقف في الحدود دام أكثر من ساعة ، وقد أخذوا تأمينًا على السيارة مقداره مئتان وأربعون ريالاً ورسومًا جمركية ألف ليرة ، ما يقارب ثمانين ريالاً .
    وبعد ساعة أو تزيد قليلاً وصلنا (دمشق) والتي اصطلح أهل (سورية) على تسميتها بـ(الشام) ، ولم نستقر فيها إلا عند الثانية عشرة ليلاً بعد لف ودوران بالمعنى الحقيقي والمجازي ، حيث تلقفنا سماسرة يحسنون امتصاص دماء السائحين قبل أموالهم ، ويَعِدُون السائح بمكان يرفعون من وصفه ويبالغون في رخص إجاره على أمل أن يرضوه بالواقع إذا وصل المكان ، فتجد أحدهم يمدح لك الشقة ويرفعها ويذكر لك أنها أجمل من غيرها وأن فيها كيت وكيت ، ولا يستنكف أن يحلف أيمانًا مغلظة لإقناعك بأن هذا أقل ما يمكنه من تخفيض ، وأن القيمة شاملة لعمولة المكتب ، فإذا جئت لصاحب المكتب وإذا به يتلكأ ويطلب عمولة ، وكأن هناك تنسيقًا مسبقًا بينهم على هذه التمثيلية الباردة ، فإذا رأوا السائح قد أدبر لحقوه بالتخفيضات شيئًا فشيئًا ، لدرجة أنهم قد يرمون بثلث كلامهم الذي كانوا يحلفون قبل قليل أنه أقصى ما يمكنهم .
    وقد استأجرنا دورًا أرضيًّا كاملاً له سور صغير ، بمبلغ عالٍ يعادل خمس مئة ريال في الليلة لأننا كنا مرهقين ، ولم يكن عندنا من الوقت ما نتفرغ فيه للبحث والتدقيق ، أو الخروج في الضواحي والتي نجزم بأنها كانت أرخص .



    الخميس ٢٣/٧
    صحونا متأخرين ، وتناولنا القهوة ، ومن ثم توجهنا إلى متنزه (الزبداني) شمال (دمشق) على نحو خمسين كيلاً في التفافة حول جبل قاسيون من الغرب ، وقبل الوصول إليه كنا على موعد مع نهر (بَرَدَى) حيث تجولنا على ضفافه ، وشاهدنا في وسطه نبع (الجوزة) تتدفق منه المياه مندفعة في النهر في منظر بديع يأسر اللب بين الأشجار وتلك الجبال الصفراء في واد ضيق وعميق جدًّا ، وقبل النهر بقليل وقفنا عند مياه تنبع من عُرض الجبل في (تكيَّة) وقد هيئت تلك العين من قبل بعض الأمراء في السعودية بواجهة رخامية ، ووضع فيها أنبوبان يخرج الماء من خلالهما بشكل دائم ، والناس يرتوون منها بالعلب ونحوها .
    تغدينا في أحد المطاعم التي تكثر على جانبي طريق (الزبداني) لكثرة المصطافين فيه وفي جبل (بلودان) شرقيه .
    في مركز (الزبداني) تكثر الأسواق والشقق المفروشة ، والمصطافون هناك من الخليج بعامة ، وهم كثيرون ، وهو ريف جبلي جميل تتلاصق مساكنه ، وترى بائعي الخضار والفواكه وغاز الطبخ وغيرها يتجولون بسياراتهم أو دراجاتهم النارية رافعين أصواتهم عبر مكبرات الصوت لتنبيه من يريد الشراء من أهل البيوت ، وعلى جنبات الطريق يتوزع عدد من بائعي البقول ( الجوز واللوز والفصفص والتين المجفف ... إلخ ) وكثيرًا ما يستغلون السائحين بمضاعفة قيمة ما عندهم إلى أربعة أضعاف أحيانًا ، لكنهم ما يلبثون مع المفاصلة أن يطرحوا ثلاثة أرباع هذه القيمة .
    وقد تمشينا بها قليلاً ثم توجهنا إلى جبل (يونان) بـ(بلودان) حيث تكثر أشجار الفواكه على جانبي الطريق .
    وفي قمم هذا الجبل الذي ذكر لنا أنه أعلى جبل في سورية تُرى لبنان والغيوم تغطي قمم جبالها ، غير أن الجبال التي رأيناها فيما بعد في غرب سورية وغرب شمالها على حدود لبنان وحدود تركيا كانت أحظى من هذا الجبل بالأمطار وأشد منه خضرة وأجمل ، ولعل ذلك بسبب قربها من البحر المتوسط .
    كانت درجة الحرارة على قمة هذا الجبل بُعيد العصر ثمان عشرة ، وقد تنزل إلى أقل من عشر في الليل ، أما في الشتاء فذكر لنا بعض سكان الجبل أن الثلوج تغطيه . وهؤلاء السكان ذوو طبيعة بدوية ، وقد نصبوا بيوت شعر لتلقي المصطافين ممن يريد الخروج هناك والاستراحة ، حيث ينزلونه في هذه البيوت ، ويصنعون له طعامه مطبوخًا أو مشويًّا أو منديًّا ، مع خبز التنور الذي تصنعه نساؤهم ، وتكلف الذبيحة ما يعادل سبع مئة ريال ، وقد تجولنا في هذا الجبل وتناولنا في قمته الشاي ، ورأينا كثيرًا من رصاص (الشوزل) وسمعنا طلقات نارية ، وعند سؤال أهل هذا الجبل ذكروا أنهم يؤجرون البنادق ويبيعون الرصاص لمن يريد الصيد ، الذي هو عبارة عن الحجل والحمام والأرانب ، يفعلون هذا مع أن الصيد عندهم ممنوع ، حيث تصادر البندقية على صاحبها ويغرم ، وقد يسجن هو ومن استأجرها منه .
    في طريق العودة إلى (دمشق) مررنا ببائعي الفواكه على جانبي الطريق ، وكان منظرهم بعد المغرب وقد أضاؤوا محلاتهم المتواضعة ممتعًا ، وكيف لا يكون وقد تنوعت الفواكه وهم من يحسنون العرض ، وقد وجدنا (العنب ، والكرز بأنواع مختلفة ، والخوخ بأنواعه ، والمشمش ، والكمثرى ، والتوت ، والبخارى ، والتفاح وغيرها )
    وثمة آخرون يبيعون الخبز عاديًّا ومرققًا ، وآخر بالجبن وبالسعتر وغيره ، وثمة محلات على الطريق لبيع العسل ولم نقف عندها .
    وصلنا (دمشق) العاشرة ليلاً ، وصلينا المغرب والعشاء ثم تعشينا ، ولم ننم إلا متأخرين .

    الجمعة ٢٤/٧
    غادرنا (دمشق) الثانية عشرة ظهرًا متجهين صوب (اللاذقية) و(طرطوس) حيث أخذنا في طريق اتجه إلى الشرق أولاً لمكان الجبال التي تمتد شمال (دمشق) وهي جبال صفراء ممتدة عشرات الأكيال ، مبتدؤها جبل (قاسيون) الذي تقع في سفحه (دمشق) وقد صعدت المساكن إلى نصفه أو تزيد .
    بعد أن مشينا حوالي ثلاثين كيلاً باتجاه الشرق محاذين لهذه السلسلة الجبلية اتجهنا شمالاً .
    والطريق إلى (طرطوس) و(اللاذقية) يمر بـ(حمص) التي تبعد عن دمشق أكثر من مئة وخمسين كيلاً شمالاً .
    وقد سرنا في جبال صفراء في جهة الشمال في طريق ذي اتجاهين ، في كل اتجاه مساران ، وعلى جانبي الطريق أشجار الأثل الأمريكي والعرعر والصنوبر التي غرست لتسقيها الأمطار فيما يظهر ، وهي ليست بتلك الكثافة التي تنبت بها طبيعيًّا في غرب البلاد وشمال غربها ، لكنها كثيرة حقًّا .
    في الطريق مررنا ببيوت متناثرة وقرى صغيرة ، وتزودنا من الوقود في قرية (النبك) التابعة لمحافظة (ريف دمشق) لأول مرة بعد أن خرجنا من السعودية حيث تبلغ قيمة اللتر الواحد في (سوريا) أكثر من ثلاثة ريالات ، ولا يملأ خزان السيارة إلا ما يعادل أربع مئة وخمسين ريالاً .
    في ضواحي (حمص) وعلى بعد خمسين كيلاً منها تتغطى الأرض بأعشاب وشجيرات صغيرة من نوع الحمض وأخرى كالجثجاث وحشائش كثيفة يابسة .
    دخلنا (حمصًا) الثانية بعد الظهر ، فوجدنا الناس خارجين من صلاة الجمعة ، وقد رأيناهم في ساحة بجانب جامع (بلال بن رباح) في (حمص) وقد عقدوا سُوقًا شعبية بعد صلاة الجمعة في سياراتهم ، وعلى الأرض ، وعلى عربات تجرها الخيل والحمير ، يبيعون الفاكهة والخضراوات واللبن والجبن ، وثيابًا وأحذية ، وأشياء كثيرة ، وقد تزودنا من هذا السوق بالتمر ، ومن ثم اتجهنا غربًا إلى (ظهر القُصير) التي تبعد عن (حمص) على طريق (طرطوس) حوالي أربعين كيلاً .
    وفي طريقنا قبل أن نغادر (حمصًا) مررنا بحدائق نهر (العاصي) الجميلة ذات الأشجار اليانعة والأرض التي تكسوها الأعشاب كالبساط الأخضر .
    ونهر (العاصي) ينبع من جهة (لبنان) جنوبًا ويتجه شمالاً مارًّا بـ(حمص) ثم (الرستن) ثم (حماة) ، ثم (جسر الشغور) ثم يتجه شمالاً إلى (تركيا) ، وهو بهذا يخالف الأنهار التي تجري من الشمال إلى الجنوب ومن ثم سمي بـ(العاصي) .
    بعد (حمص) بحوالي خمسة عشر كيلاً أخذنا في الارتفاع في جبال تغطيها أعشاب يبست ولم ترع ، وفي (الزعفرانة) قبل (شِين) بقليل مررنا بسد في هذه القرية تجمعت فيه المياه حتى كونت بحيرة سياحية غرست على سفح جبلها الغربي أشجار الكينا والعرعر فصارت ظلالاً وارفًا تجمع فيه السياح في هواء بارد عليل منعش ، ولأن الناس في إجازة فقد جاؤوا إلى هذا المكان بعائلاتهم ، وأوقدوا نيرانهم للشواء ، وقد جلسنا في هذا المكان قليلاً ، وتناولنا القهوة والشاي في جو لطيف ونسمة باردة .
    ومنذ تجاوزنا (شين) ونحن نصعد في جبال تكسوها الخضرة وغابات العرعر والصنوبر والحمضيات والمدرجات الزراعية الجميلة حتى وصلنا (ظهر القصير) فإذا نحن لا نرى ما حولنا من الأشجار الكثيفة التي شقت الطريق في وسطها ، وقد صلينا الظهر والعصر في ظهر هذا الجبل في درجة حرارة منخفضة وهواء منعش وخضرة نضرة ، وتغدينا هناك في وسط غابة من أشجار ( العرعر) أو ما يسمى بـ(السرو) .
    وقبل المغرب بساعة ونصف لم نطق الجلوس لبرودة الهواء وشدته فمشينا متوجهين إلى (طرطوس) حيث عدنا إلى الطريق المتجه غربًا من (حمص) في طبيعة جبلية ذات مزارع وأشجار ومياه وأعشاب خضراء وأخرى يابسة في مكانها ولا راعي لها .
    قبل (طرطوس) بثلاثين كيلاً استوقفتنا بحيرة كبيرة من المياه فإذا هو سد (الخليفة) بـ(الجعفرية) الذي لا يخلو من الماء طول العام ، والناس عليه يستمتعون بخضرة ما حوله ، وهناك من يسبحون فيه ، ومن يصطادون السمك .
    وصلنا (طرطوس) المدينة الساحلية على (البحر المتوسط) مغيب الشمس الساعة الثامنة إلا قليلاً ، وكان الجو دافئًا على ثمان وعشرين درجة والرطوبة عالية نوعًا ما .
    تمشينا قليلا على الشاطئ مع الغروب وبعد المغرب ، كان الناس على الشاطئ كثيرين والموسيقى تصم الآذان ، ويبدو أن هؤلاء قد اعتادوا شيئين لا يستنكرونهما : الغناء والدخان .
    الشاطئ ممتع لولا ضعف العناية به وقلة النظافة .
    وفي الساعة التاسعة مساءً استأجرنا الدور الثاني في شاليه على الشاطئ بثلاثة آلاف ليرة أي ما يعادل مئتين وخمسين ريالاً تقريبًا ، وكان متواضعًا ، لكننا لم نجد غيره ، والناس هاهنا لا يستنكفون أن يستأجر بعضهم الدور الأول ويكون الآخر في الدور الثاني في شاليه واحد .
    كانت الجلسة في الشرفة ممتعة ؛ إذ كان الهواء بحريًّا منعشًا ، وأمر آخر كان من حسن حظنا وهو أننا ابتعدنا قليلاً عن أهل الغناء والطرب والإزعاج ، إلا أصوات مفرقعات أطفال كانوا غير بعيد عنا وشيئًا من الناموس كان المكيف له بالمرصاد فأخمده .
    نمنا حوالي الساعة الثانية عشرة ليلاً ، ولم نشته عشاءً لأننا تغدينا متأخرين .

    السبت ٢٥/٧
    صلينا الفجر ، وجلسنا قليلاً نستمتع بهواء البحر الطلق ومنظره البديع من الشرفة المطلة ، وكانت الغيوم المنخفضة تنشأ من البحر وتتجه إلى الشرق .
    لا يخلو الشاطئ من لمع من الخضرة الممتعة . كنا على موعد من أجرنا أن نخرج الساعة الثانية عشرة ظهرًا ، لكننا تأخرنا ساعة عن الموعد الذي ضربه لنا ، فاستغلها رجل كان قد مر بنا ضحى مدعيًا أنه عامل نظافة ، فأخذ يضرب الباب بقوة ، ويطلب الخروج ، وكان اثنان من الرفقة في البحر يسبحان ، فأرسلنا لهما فأتيا وخرجنا ونحن مغاضبين لهذا الرجل الذي لم يكن هدفه علينا خافيًا ، فطلبنا منه أن يقبل بشيء من الليرات ، لكنه استقلها ، وجعل يصرخ ويثير علينا من حولنا ، ويأخذ بأيدنا زاعمًا أننا أفسدنا المكان وتركناه غير نظيف ، ولما لم يقنع رمينا مفتاحه عليه ، ومشينا صوب (اللاذقية) عند الساعة الواحدة والنصف ظهرًا بمحاذاة الساحل في سهل ضيق ، وكان منظر المنازل وقد تناثرت بين الأشجار على الجبل عن يميننا بديعًا .
    قبل (اللاذقية) بمسافة ثلاثين كيلاً يبعد الجبل عن البحر ويتسع السهل وتكثر أشجار الحمضيات .
    وصلنا (اللاذقية) الساعة الثانية والنصف بعد الظهر ، وكان الجو دافئًا ودرجة الحرارة إحدى وثلاثين ، وقد استقبلنا رجل من هناك تعرف عليه أحد الإخوان ، وركب معنا .
    ومن (اللاذقية) اتجهنا شرقًا مع الطريق المؤدي إلى الحدود التركية إلى (كَسَب) وقد تناثرت مزارع الحمضيات والزيتون في خضرة نضرة تسر العين ، ثم يأخذ الطريق في الارتفاع في جبال تغطيها الأشجار بكثافة ، لكن الجو مازال دافئًا .
    أخذنا ذات اليسار إلى منطقة ساحلية جبلية تسمى (أم الطيور) حيث تعانق خضرة الجبال الشاطئ ، ومن ثم انطلقنا إلى بحيرة (بللوران) وهي في واد بين جبال خضراء ، تغذيها مياه السيول طول العام وخاصة في الشتاء ، وقد ذُكِرَ لنا أن مياهها توزع على المزارعين برسوم شهرية زهيدة ، وهنالك تغدينا في مطعم بني على تلك البحيرة في نسمة باردة وهواء عليل لا يعكره إلا مصيبتا الشاميين : الدخان والغناء .
    بعد ذلك توجهنا صاعدين إلى (الفِرِلِّق) وهي غابات ملتفة ، تحلو الجلسة فيها للغداء ، وفيها نبع من الجبل عذب بارد يشرب منه الناس . وقد جلسنا هنالك بعيد العصر وتناولنا الشاي واستمتعنا بالظل الظليل والهواء العليل في جو لا ترى شمسه لما فيه من شجر طويل ملتف .
    في طريق العودة دخلنا في ضيعة (برج إسلام) مسكن صاحبنا أحمد حيث بساتين الحمضيات والزيتون والرمان والتين والعنب ، وشاهدنا شاطئها الصخري الجميل ، الذي هو عبارة عن تجاويف رسوبية بيضاء متعرجة يسر العين مرآها .
    رجعنا من جولتنا إلى (اللاذقية) الثامنة والنصف ، ولم يكن أمامنا إلا الفنادق أو شاليهات منطقة (الشاطئ الأزرق) ، وهو شاطئ (اللاذقية) الشمالي حيث يكثر المصطافون ولا سيما الخليجيون ، وهو مكان مزدحم بالمارة ، كثيرة محلاته ومطاعمه وإزعاجه ، لكننا ابتعدنا عنه قليلاً واستأجرنا شقة قبيل الساعة العاشرة بثلاثة آلاف ليرة ، وكانت هادئة نظيفة رغم أنها في وسط تلك المنطقة التي تعج بالحركة والسياح ، ولم تكن بنا للعشاء حاجة لأننا تغدينا متأخرين ، وأحببنا النوم بخفة فاكتفينا بقهوة وشاي وأسلمنا الأعين للكرى بعد الثانية عشرة .

    الأحد ٢٦/٧
    صحونا متأخرين وتناولنا القهوة والشاي , وأفطرنا في الشقة ، ومن (اللاذقية) تزودنا لغدائنا بلحم طيب من محل دلنا عليه رجل طيب وجدناه في الشارع وهو من أهل ( حماة) جاء زائرًا لـ(اللاذقية) ، ثم توجهنا إلى منطقة (صلنفة) على بعد خمسين كيلاً شرق (اللاذقية) حيث كان صاحبنا أحمد قد وعدنا بمناظر جميلة فيها وشلالات لكنه لم يصحبنا لارتباطه بأهله وعمله .
    سلكنا طريق (صلنفة) بين جبال تكثر فيها مزارع الحمضيات والتين والرمان ، غير أنه طريق مزدوج والسيارات فيه غير قليلة .
    في (صلنفة) شقق الإيجار كثيرة ، والمصطافون فيها من الخليج كثيرون ، ولها سوق يجد فيه كل طالب حاجة حاجته ، تقدمنا إلى (سلمى) حيث ذكر لنا فيها شلالات غير أننا بسؤالنا عددًا من الأشخاص علمنا أن هذه الشلالات لا تجود إلا في الشتاء والخريف في زمن الأمطار ، وأما في غيره فقد أضعفتها مشروعات الري فصارت تجف أحيانًا .
    تغدينا في مكان منبسط في ظل أشجار ظليلة ، ثم توجهنا إلى (عين الوادي) فشربنا من ماء فيها عذب بارد ، وهي عين تجري من أنبوبين سعة كل منهما حوالي بوصة واحدة ، ويجري الماء منهما دائمًا ، وقد قابلنا عندها شيخًا قد جاوز التسعين ، وذكر أنها على هذا المنوال منذ وجد نفسه على هذه الحياة حتى اليوم .
    صعدنا في (جبل النبي متى) الذي تقع عليه محطة إذاعة (صلنفة) وهو أرفع مكان فيها ، ويرتفع ألفًا وست مئة متر كما ذكر لنا رجال وجدناهم هناك ، ومنه رأينا جهة الشرق نهر العاصي وهو يجري في منطقة (سهل الغاب) والمزارع حوله متناثرة كالبسط الخضراء ، وهذا النهر يجري من (بيروت) مرورًا بـ(حمص) ثم (الرستن) حيث يوجد هنالك سد ، ثم (حماة) ثم (جسر الشغور) ثم إلى (تركيا) .
    كانت درجة الحرارة في قمة هذا الجبل عشرين درجة والهواء قويًّا جَدًّا ، لدرجة أنا لم نطق الجلوس ، فنزلنا .
    في طريق العودة إلى (اللاذقية) مررنا بسد (الحفة) وهو سد بين جبال ، والمياه فيه كثيرة ، والخضرة حوله نضرة .
    عدنا إلى (اللاذقية) الساعة الثامنة مساءً ، وقد كان في خطتنا أن نمر ببحيرة (سد تشرين) القريبة من (اللاذقية) ولكن الليل كان أسبق منا إليها .
    الاثنين ٢٧/٧
    صحونا متأخرين ، وتناولنا القهوة والشاي وأفطرنا فطورًا خفيفًا ، ومن ثم توجهنا إلى (كَسَب) بعد أن مررنا بوسط (اللاذقية) وتزودنا ببعض ما يلزم للغداء ، وأخذنا ملابسنا من المغسلة ، حيث تغسل القطعة هناك في مغاسل عادية غير بخارية بما يعادل أربعة ريالات للقطعة الواحدة .
    وقد كنا نرغب في زيارة (كسب) يوم السبت لكن الوقت ضاق بنا ، إذ أخذنا من (أم الطيور) وتمشينا يسارًا وإلى سد (بللوران) وإلي غابة (الفرلق) يمينا وكلها على طريق (كسب) لكن مرورنا بها حال دون الوصول إلى (كسب) ، أما اليوم فقد قصدنا (كسب) وصعدنا (الجبل الأقرع) شمالها حتى وصلنا طريقًا مسدودًا ، وبلغنا السلك الشائك الذي هو فاصل بين (سورية) و(تركيا) قريبًا من قمة هذا الجبل الذي قمته لـ(تركيا) وسفحه الغربي والجنوبي لـ(سورية) ، وقد سمي بالأقرع لأنه لا يوجد على قمته غطاء نباتي ، والسر ـ والله أعلم ـ إما لأن الغيوم لا تصل إليه بكثرة ، وإما لأن ارتفاعه يحول دون توفر البيئة المناسبة لكثير من الأشجار والنباتات ، إذ من المعلوم أن لكل نبات بيئة لا بد من توفرها سواء في درجة الحرارة أو نسبة الرطوبة أو الارتفاع ونحو ذلك .
    نزلنا من ميدان وسط (كسب) إلى جهة الغرب في انحدار شديد مع الجبل إلى ما يسمى بـ(السمراء) وتسمى أيضا (ضيعة ضايعة) في خضرة نضرة وبساتين جميلة من الحمضيات وعرائش العنب ، وقد رأينا الغيوم تخرج من البحر فتلثم الجبل الأقرع وجبلا آخر يقابله في الجهة الغربية الجنوبية .
    وقد تغدينا قبل أن نصل البحر في جو يميل إلى الدفء أحيانًا لقربنا من البحر ، وبعد الغداء نزلنا إلى البحر ورأينا (الجبل الأقرع) يلتقي البحر بخضرة الأشجار في سفحه ، والغيوم تلثم رأسه الخالي من الأشجار لارتفاعه . ومن ثم عدنا إلى (كسب) واستأجرنا بها شقة واسعة بما يعادل مئة وعشرين ريالا .
    و(كسب) مدينة حدودية متوسطة الحجم ، بها شارع رئيس واحد تقع عليه المحلات والمطاعم ، وفيها جامع كبير ، وفيها كنيسة كبيرة أيضًا ، إذ يكثر فيها النصارى الأرمن ، وبها مساكن كثيرة للإجار ، والسياح فيها غير قليل وخاصة من أهل الخليج ، وجوها معتدل وهواؤها بارد لدرجة أنه ليس في بيوتها مكيفات .
    ومن منتجات جبال كسب اللُّبان ، ويباع على شكل أعواد غضة ، تحوي مادة اللبان ، وهي مادة بيضاء نقية شفافة ، إذا مضغت وجدتها في الفم بيضاء ناصعة ، وهو ذو طعم طيب ونكهة جيدة ، مفيد للمعدة ، مهضم ، منظف للفم والأسنان .

    الثلاثاء ٢٨/٧
    سرنا من (كسب) بعد الظهر باتجاه (حلب) عن طريق (الفرلق) و(ربيعة) و(القصب) مع جبال تغطيها غابات السرو وأشجار الحمضيات في الضيعات ، سرنا فيها قريبا من الساعة والنصف فإذا نحن في محافظة (أدلب) وتقع بين جبال غير مرتفعة جدًّا ، في سفوح ممتدة ومتسعة نوعًا ما ، وتكثر بها أشجار الحمضيات والزيتون ، وأشجار جبالها ليست بنفس ارتفاع أشجار غرب البلاد ، وقد رأينا فيها أعمالا وإنشاءات لجسور كبيرة ، وحفر للجبال ، ويبدو أنها لإنشاء طريق سريع من (اللاذقية) إلى (حلب) مرورًا بـ(إدلب) ، وبعد ساعة ونصف كنا نطل على (جسر الشغور) وقد امتلأت رباها وسهولها بمزارع الزيتون بشكل كبير جدًّا .
    و(جسر الشغور) مدينة كبيرة ، طراز مبانيها قديم ، وفيها يمر نهر (العاصي) ليسقي حقولها التي تملأ هذا السهل المنبسط شرقي جبال (طرطوس) و(اللاذقية) والتي تفصل بين هذا السهل وبين البحر المتوسط .
    من (جسر الشغور) اتجهنا شرقا إلى الشمال في جبال صفراء تكثر بها مزارع الزيتون بكثافة . الحرارة في عز الظهيرة خمس وثلاثون درجة .
    قبل (حلب) بخمسين كيلاً تنبسط الأرض في تربة طينية حمراء تكثر بها حقول القمح .
    وصلنا (حلب) الثالثة والثلث قبيل العصر ، وتغدينا في مطعم في وسطها .
    وسط (حلب) مكتظ بالناس والحركة ، وتلمح فيه الأصالة في قدم المنازل والقلاع الأثرية ، ومنها قلعة (حلب) المشهورة ، والتي بناها فيما أعلم بنو حمدان ، وقد حاولنا دخول هذه القلعة ، ولكنها كانت مغلقة فاكتفينا بتصويرها من خارجها ، وهي قلعة حصينة ذات أبراج ، بنيت من الحجر على جبل مشرف ، ويراها المقبل على مدينة (حلب) قبل أن يدخلها واضحة .
    خرجنا من (حلب) الساعة الخامسة لأننا لم نجد فيها إلا الجو الدافئ حيث كانت الحرارة تسعًا وثلاثين ، وتوجهنا إلى (حماة) عائدين أدراجنا مع طريقنا الذي قدمنا معه اليوم حتى إذا بلغنا مفرق (إدلب) المتجه غربًا صوب (جسر الشغور) ثم (اللاذقية) ظللنا متوجهين جنوبًا في سهل منبسط وربى هي عبارة عن جبيلات رسوبية ذات طبيعة طينية تكثر بها حقول القمح ومزارع الزيتون يمنة ويسرة ، والقرى في هذا السهل متصلة الواحدة تلو الأخرى .
    مررنا في الطريق إلى (حماة) بـ(مَعَرَّة النَّعمان) بلد الشاعر الفيلسوف أبي العلاء المعري والملقب بـ(رهين المحبسين) ، وثمة لمحنا على الطريق لوحة تشير إلى ضريح الخليفة عمر بن عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ
    وصلنا (حماة) السابعة قبيل المغرب ، وتجولنا إلى أذان المغرب على نهر (العاصي) الذي يخترق المدينة من وسطها ، ورأينا على ضفافه تلك النواعير الكبيرة ، المصنوعة من الخشب قديمًا لرفع المياه إلى تلك المجاري المبنية من الحجارة لتوزيع المياه على الأراضي الزراعية ، وقد شاهدنا بقلب المدينة مساجد قديمة بنيت من الحجر من عهد الأيوبيين والعثمانيين ، وقد أشرفنا على (حماة) من جبل في غربيها فرأينا مدينة كبيرة ممتدة البنيان .
    وفي (حماة) أقمنا ليلتنا في شقة استأجرناها عن طريق صاحب مكتب بمبلغ ثلاثة آلاف وخمس مئة ليرة ، أما الفنادق فقد مررنا بها فلم يرق لنا سعرها ، إذ كانت أجرتها تتراوح بين ما يعادل خمس مئة وست مئة ريال ، وقد كانت دلالتنا على الشقة عن طريق رجل من أهل (حماة) ركب معنا ودلنا الطريق ، وخدمنا خدمة الرجال ، ومع هذا لم يقبل ما حاولنا أن نعطيه من مال مقابل هذه الخدمة ، بل لقد كان يقول : لا يجتمع فلوس وناموس . ولم يزل معنا حتى خرجنا من (حماة).

    الأربعاء ٢٩/٧
    بعد أن تناولنا فطورنا خرجنا من (حماة) قاصدين (دمشق) عند الساعة الواحدة ظهرًا ، وكانت درجة الحرارة تسعًا وثلاثين ، كنا قد مررنا ليلة البارحة بجامع (نور الدين زنكي) ونحن نبحث عن شقة للإجار ، ولم يتسن لنا تصويره ، فقصدناه قبل خروجنا فرأينا جامعًا أثريًّا بني على ضفة نهر (العاصي) من الحجر سنة ثمان وخمسين وخمس مئة للهجرة كما أثبت على لوحة على بابه .
    بعد أن خرجنا من (حماة) اتجهنا أولا صوب (حمص) جنوبًا تحيط بنا حقول القمح من عن يمين وشمال ، وبين (حماة) و(حمص) وهما غير بعيدتين عن بعضهما مررنا بسد (الرستن) على نهر (العاصي) ، وقد مررنا به وصورناه وهو في قرية تسمى (الرستن) ذات بناء متواضع وشوارع متواضعة ، ومن ثم واصلنا المسير حتى بلغنا (دمشق) الساعة الثالثة والربع قبل العصر ، وقصدنا جبل (قاسيون) المطل على (دمشق) من جهة شمالها الغربي وصعدناه ، واستمتعنا بمنظر لـ(دمشق) من سفحه ، وهنالك تغدينا في مطعم مطل على المدينة ، كان مطعمًا متواضعًا وجلسته متواضعة ، لكننا فوجئنا بصاحبه بعد الغداء وهو يطلب مبلغًا عاليًا ، بلغ ستة آلاف ليرة ، ومع الأخذ والعطاء والنقاش دفعنا خمسة آلاف بزعم أن ألفين وخمس مئة هي حق الجلسة المطلة على دمشق ، والباقي قيمة الغداء والفاكهة والخدمة ،
    نزلنا بعد ذلك للبحث عن سكن وبلغنا مركز البلد ، وطال بنا البحث ، وكان همنا الصلاة ، وقد مررنا بعدد من المساجد ، وكلما مررنا بمسجد وجدناه مغلقًا إلا مسجدًا واحدًا فقد وجدنا تحت درجه مصلى تحيط به مغاسل ودورات مياه ، فتوضأنا وصلينا ، ثم استأجرنا في مركز (دمشق) شقة ليست بالكبيرة بمبلغ ثلاثة آلاف وخمس مئة ليرة ، ولأول مرة نجد النت في الشقق فتصفحناه ليلتنا .
    ونحن نبحث عن الشقة في عمق البلد لم نكد نجد موقفًا للسيارة إلا بإجار أمام محلات تجارية بما يوازي خمسة ريالات للساعة . ولما استأجرنا كان البحث عن موقف للسيارة بجوار الشقة صعبًا ، فالشارع ضيق لا يكاد يتسع لسيارتين ، ومن ثم فقد كانت السيارات تقف نصفها في الشارع ونصفها على الرصيف الذي لم يكن لسوء الحظ منخفضًا ، فأوقفنا سيارتنا بهذه الطريقة ، وعند خروجنا لم يكن الأمر بأسهل من الدخول ، فقد كان سائقنا محتاجًا إلى أربعة رجال ، أمامه اثنان وخلفه اثنان للخروج من زحمة السيارات ، فالسيارة غالية والوضع حرج .


    الخميس ١/٨
    غادرنا (دمشق) الواحدة والنصف ظهرًا وفي السماء سحب متناثرة ، أما الغيوم فقد كانت عن يميننا على جبال لبنان .
    وقد سرنا أولاً في جبال صفراء ، ثم سرنا في أرض طينية ذات حجارة وجبيلات صفراء ، وبعضها تميل إلى الحمرة ، فيها مزارع زيتون وحقول قمح وعرائش عنب وخضراوات .
    وقد مررنا بـ(درعا) و(بصرى) وهما من المدن المتوسطة جنوب (سورية) والقريبة من حدود (الأردن) .
    الساعة الثالثة إلا ربعًا كنا في مركز (نصيب) الحدودي ، فكان أول ما باشرونا به أن أخذوا منا ورقة (التربتك) ومئة وعشر ليرات للجمرك وللتأمين .
    وفي الجوازات تجد الجندي الذي يختم جوازات المسافرين يتلكأ ويقلب الجواز ويفتشه عله يجد فيها حفنة من المال يجعلها في جيبه والناس ينظرون ولا يستحيي ، وقد رأينا من يأتي بعدنا ويضع في جوازه قدرًا من المال قليلا ، فيختم جوازه ويخرج ، لكننا كنا أوسع منهم صدرًا ، ومع هذا لم نتأخر كثيرًا .
    في الثالثة والربع كنا في مركز (جابر) الأردني ، وكانوا أحرص على التفتيش من جوازات وجمارك (سورية) ، مع أن تفتيشهم كان خفيفًا .
    وفي الرابعة كنا قد دخلنا في (الأردن) ، وقد اتجهنا من الحدود مباشرة إلى الغرب صوب (الرمثا) و(إربد) في جبال صفراء طينية ، وفي غضون عشر دقائق كنا في (الرمثا) ومنها اتجهنا جنوبًا على طريق (عمان) وبعد ما يقرب من خمسة أكيال أخذنا ذات اليمين غربًا إلى (إربد) التي وصلناها بعد قليل ونحن لم نفارق البنيان ، ومنها اتجهنا إلى (عجلون) في جنوبها الغربي ، نصعد في جبل رسوبي ذي حجارة بيضاء وطين ، تغطيه غابات من أشجار خضراء عامتها من البلوط أو ما يسمى بالسنديان ، إضافة إلى أشجار الزيتون ، وكانت الحرارة سبعًا وعشرين درجة ، والهواء بارد منعش ، وقد صعدنا على أعلى نقطة في (عجلون) حيث قلعة صلاح الدين الأيوبي التي بناها القائد أسامة بن منقذ بأمر من صلاح الدين في سنة ثمانين وخمس مئة للهجرة ، وقد وصلناها الساعة السادسة مساء ، وكان موعد الزيارة قد انتهى ، إلا أننا قابلنا عند باب القلعة ضابطًا كان قد أتى مع أهله وأبنائه للزيارة ، فكلم حارس القلعة وعرفه بنفسه ، فطلب منه الحارس أن يكلم رجال الأمن الموجودين هناك ، فكلمهم فسمحوا لنا ، ودخلنا القلعة وتجولنا فيها وصورناها ، وهي قلعة كبيرة ذات غرف وصالات وأجنحة ومسارب ، ولها برجان كبيران أحدهما ما زال قائمًا والآخر قد تهدمت منه أجزاء ، وفي وسطها آبار صغيرة ، وثمة فتحات للرمي ، وألفينا في وسط إحدى غرفها حجارة كبيرة على شكل كرات ، ويبدو أنها كانت قذائف للمنجنيق .
    والأمر الذي يشدُّك في هذه القلاع المبنية في عامة مدن الشام وفي مساجدها أيضًا هو حجم بعض حجارتها التي أجزم أنها في وقتنا تحتاج إلى رافعات آلية ضخمة لرفعها ، ومع هذا تجد الحجر في الدور الثاني وعلى ارتفاع أجزم أنه يتجاوز خمسة عشر مترًا أو يزيد .
    بعد نزولنا من القلعة متعبين قليلاً نصعد درجًا وننزل من آخر ، تناولنا كوبًا من شاي لدى رجل في أسفلها يقدم شايًا بالهيل مُبَخَّرًا في أنواع من الأباريق الشعبية ، ومن ثمة انطلقنا تاركين (عجلون) باتجاه الجنوب الشرقي صوب (جرش) و(عمان) ننزل من جبل (عجلون) وكأنما نحن في ديار جنوب المملكة ـ حرسها الله ـ وقد تزودنا بالوقود من محطة هنالك بثلاثين دينارًا لم تكد تملأ ثلثي خزان الوقود الكبير .
    ومن (جرش) نزلنا صوب الجنوب فإذا بنا نواجه الطريق القادم من (إربد) إلى (عمان) وهو طريق سريع في كل اتجاه منه مساران ، وكان أمامنا من نقطة التقائنا بالطريق السريع إلى (عمان) ثلاثة وأربعون كيلاً باتجاه الجنوب إلى الجنوب الغربي ، وكان الطريق متعرجًا بحكم الطبيعة الجبلية التي نسير فيها ، فسرنا في هذا الطريق ، وفي الساعة الثامنة بعيد المغرب بقليل كنا في (عمان) المدينة الجبلية ذات المنازل المتراكبة في السفوح ، والتي تذكر وأنت تمشي في بعض أحيائها أحياء مكة ـ شرفها الله ـ ، الشوارع في (عمان) أوسع منها في (دمشق) ، والحركة أقل نوعًا ما ، والبيوت أكثر فخامة ، وعامتها مغطاة من الخارج بالحجر الأردني الأبيض الجميل .
    استأجرنا شقة بعشرين دينارًا في حي (الشميسان) ، وفي تلك الشقة طبخنا عشاءنا على كيلو لحم اشتريناه من جزار قريب بعشرة دنانير أي ما يعادل سبعين ريالاً تقريبًا .
    الجو لطيف لدرجة أن الشقة التي استأجرناها لم يكن فيها مكيف ، ويظهر أن الأمر سائد في أغلب المنازل ، فيكفي مروحة في عرض الجدار تحرك الهواء الذي هو بطبيعته بارد ومنعش .

    الجمعة ٢/٨
    مشينا من (عمان) الساعة الثانية عشرة ظهرًا ، الحرارة ثلاثون درجة ، اتجهنا من (عمان) غربًا إلى (البحر الميت) في انحدار شديد مع طريق متعرج غير أنه واسع وذو اتجاهين ، وقد وصلنا (البحر الميت) في أقل من نصف ساعة ، ومن ثم اتجهنا جنوبًا على طريق (العقبة) ، (البحر الميت) من يميننا وخلفه جبال (الضفة الغربية) المتصلة بـ(طور سيناء) جنوبًا ، وعن شمالنا جبال (العقبة) ، ونحن في (الغور) ، وفي الواحدة إلا ربعًا مررنا بطودين شامخين بينهما واد سحيق ينزل في البحر الميت فكان من حسن حظنا أن نزلنا نستكشفه ، فألفينا واديًا جاريًا من بين هذين الطودين جريانًا قويًّا ، وبسؤال من وجدناه هنالك تبين أنه ينزل من الجبال ، واسمه ( معين) وهي عين تنزل من بعيد ، مياهها كبريتية حارة ، نزلنا في الوادي وخضناه ، وتوضأنا وغسلنا رؤوسنا ، ووجدنا الناس يسبحون في بركة في آخره تجتمع فيها المياه ، ثم تصرف في قناة إسمنتية ، يذهب بها إلى فنادق على (البحر الميت) وأماكن للاستحمام ، وقد ذكر لنا بعض من هنالك أن الناس يستحمون بمياه هذا الوادي التي لا تخلو من الكبريت للاستشفاء من الحساسية ونحوها ، ومياه هذا الوادي ليست حلوة جدًّا ، وتذوق فيها لذعة يسيرة .
    مشينا من هذه العين مع طريق (العقبة) يحف بنا (البحر الميت) من اليمين والجبال عن يسارنا في شوامخ حمر وأخرى رسوبية صفراء طينية ، وقد سرنا والبحر الميت أكثر من سبعين كيلاً ، ثم تحول البحر إلى ألسنة ضيقة ، واتسع ما بينه وبين الجبل قليلاً ، ثم تحول إلى سبخات هيئت على شكل أحواض لاستخراج البوتاس ، وعليه مصانع ومعامل لتكرير الملح ، الذي تراه وكأنما هو ثلج ، وثمة مصانع قد زبرت فيها أكوام الملح كالجبال . الحرارة تسع وثلاثون والجو دافئ رطب .
    بعد انقضاء (البحر الميت) مشينا في أراض طينية في غابات من السدر والطرفاء الطبيعية وأشجار البرسوبس المغروسة ومزارع للموز قليلة ، ونخيل ليست بالكثيرة ، وقد مررنا في طريقنا هذا بقرى ذات طابع عمراني متواضع جدًّا ، ورأينا بادية وأهل أغنام وإبل ليست بالكثيرة ، في بيوت شعر متواضعة . وقبل مدينة (العقبة) بمئة وخمسة وخمسين كيلاً سرنا في كثيبات رملية قليلة الغطاء النباتي إلا قليلاً من شجيرات الغضا ، وبعد عشرين كيلا تحولت الأرض إلى حزون سوداء وجبيلات نباتها حمض وقليل من السمر .
    طريق (العقبة) مزدوج لكن الحركة عليه قليلة جدًّا خاصة ونحن في عز الظهيرة .
    بعد قرية (الريشة) قبل (العقبة) بثمانين كيلاً تعود الأرض إلى كثيبات رملية غطاؤها شجيرات الغضا ، وقبل (العقبة) بثلاثين كيلاً يتحول الطريق إلى اتجاهين ، في كل منهما مساران ، والطبيعة عبارة عن حزون وعرة ذات حجارة كبيرة ، وقبل (العقبة) بخمسة أكيال يأتي مطار الملك حسين الدولي ، ثم تدخل مدينة (العقبة) والخليج يمينك وترى يمين الخليج مينا (إيلات) الإسرائيلي غير بعيد ، بل إنك لا تكاد تفرق بين المدينتين لقرب ما بينهما .
    وقد كان وصولنا (العقبة) الساعة الثالثة والربع تقريبًا ، وكانت درجة الحرارة أربعًا وأربعين .
    بين (العقبة) والحدود السعودية عشرون كيلاً تقريبًا .
    الساعة الرابعة كنا في (الدرة) المركز الحدودي الأردني .
    الحركة مع هذا المنفذ قليلة ، ولا تقارن بمنفذ (الحديثة ـ العُمَري) لدرجة أنا دخلنا في هذه الساعة وحدنا ، وبعد خمس دقائق كنا قد دخلنا الجمارك السعودية إلا أنهم أخرونا حوالي نصف ساعة ، لأننا وافقنا تسليم وردية واستلام أخرى .
    عند الخامسة إلا ثلثًا كنا في مدينة (حقل) ، وفيها تغدينا وجبة بحرية طازجة ، وصلينا الظهر والعصر جمعًا وقصرًا . ومشينا منها السادسة باتجاه (تبوك) ، وبعد خمس وعشرين دقيقة كنا في (الشرف) التي يتجه الطريق منها يمينًا إلي (البدع) ثم (ضبا) لكننا سرنا أمامًا قاصدين (بئر ابن هرماس) فوصلناها الساعة السابعة وعشر دقائق بعد أن قطعنا طريقًا ملتويًا في جبال حمراء شاهقة جميلة ورمال وصياهد . وفيها كنا على مفترق طرق ، يمينًا إلى (تبوك) ويسارًا إلى (حالة عمار) فأخذنا ذات اليمين حيث كانت شركة (تبوك) للتنمية الزراعية عن يمين الطريق ، وقد سرنا بمحاذاتها حوالي ثمانية أكيال وعلى سورها عدد ضخم من أشجار الزيتون ، وعن اليسار شركة (أسترا) الزراعية ، ثم لم تزل المزارع عن يمين وشمال حتى بلغنا (تبوك) مسافة خمسين كيلا في طريق ذي اتجاهين في كل اتجاه منه مساران . وقد وصلنا (تبوك) الساعة الثامنة إلا ربعًا ، ومنها اتجهنا إلى (القليبة) شرقًا ، حيث تبعد مئة وعشرين كيلاً في طريق ذي اتجاهين في كل اتجاه منه مساران .
    ومن (القليبة) اتجه الطريق جنوبًا إلى (تيماء) والتي تبعد مئة وعشرين كيلا ، وكان وصولنا (تيماء) الساعة العاشرة ليلا ، ومنها اتجهنا إلى (الجهراء) جنوبًا ، في طريق ذي اتجاهين إلا أن فيه أعمالاً وتحويلات .
    وصلنا (الجهراء) الساعة الحادية عشرة إلا عشر دقائق ، ومنها اتجهنا شرقا إلى (حائل) التي تبعد عن الجهراء ثلاث مئة كيل في طريق مزدوج ، لكنه ومن حسن حظنا كان خاليا من السيارات ، وصلنا (محطة المشعان) قبل (حائل) بحوالي عشرين كيلاً الساعة الواحدة ليلاً ، وهي محطة متكاملة وفيها نمنا متعبين .

    السبت ٣/٨
    انطلقنا من (محطة المشعان) الساعة العاشرة والنصف ضحىً ، حيث مررنا بـ(حائل) عن يسارنا متجهين إلى (القصيم) وبين (حائل) و(بريدة) حوالي مئتين وستين كيلا ، تظهر المزارع فيها بشكل قليل قبل (بريدة) بمئة وعشرين كيلاً .
    وفي الساعة الثانية عشرة والنصف كنا في (القصيم) وفي (الدوادمي) كان غداؤنا قبيل العصر ، ومنه انطلقنا لنصل إلى (الرويضة) الساعة الرابعة وعشرين دقيقة ، والحمد لله على التيسير والسلامة .

    ملحوظات عامة :
    ·لا يسمح لمريد الحج إلا بعد أن يتجاوز الأربعين من عمره ، وقد أثر هذا في نفوس المسلمين من طرف خفي وأفسد قلوبهم ، فتجد منهم من لا يصلي إلا بعد أن يحج وبعضهم لا يصلي إلا يوم الجمعة .
    ·المساجد العامة والجوامع مهتم بعمارتها ، ومما يلحظ تطويل مناراتها وجمالها .
    ·إذا مات أحد وضعوا إعلانًا بوفاته ووقت الصلاة عليه ومكان دفنه وأسماء أقاربه ومكان التعزية للرجال وللنساء .
    ·يعد السياح الخليجيون الأغرار صيدًا للبائعين وأصحاب المكاتب والشقق ، حيث يضاعفون عليهم الأسعار ما استطاعوا حتى أربعة أضعاف أو خمسة أحيانًا ، ومن ثم فيحتاج من يعاملهم إلى ذكاء وسرعة بديهة ، وأن يكثر السؤال عن ثمن الحاجة قبل شرائها .
    ·يمر بك البائعون ببعض الأشياء في الشارع ، فترى طفلاً يدفع عربة محملة ويدور في الشارع بمناديل ومعلبات أو نحوها
    ·غرب وشمال سوريا أجمل وأكثر خضرة من شرقها وجنوبها .
    ·الطرق إلى المتنزهات والغابات ممهدة ، لكن الشيء الذي تفتقد إليه تلك الأماكن هي النظافة الكافية ، فدور البلديات مفقود ، وتبقى النظافة من مسؤولية السائح وعلى قدر وعيه .
    ·لا يستنكر أن تنطفئ الكهرباء في أي وقت فتجد أحياء مظلمة بعد المغرب أو بعد العشاء ، ومن ثم فيلجأ أصحاب المحلات التجارية والمطاعم ونحوها للمولدات الصغيرة فيشغلونها لإضاءة محلاتهم .
    ·النساء في (حمص) و(حماة) و(حلب) على جانب كبير من التستر أكثر من نساء (دمشق) و(اللاذقية) و(طرطوس) و(كسب)
    ·يستخدم الناس في التنقل السيارات قديمة وحديثة ، وسيارات الأجرة وهي كثيرة ، والقطارات حيث ترى سكك الحديد في كل مدينة ، كما يستخدمون الدراجات هوائية ونارية ، والجرارات ، والخيل والحمير في الريف على قلة .




    وفقكم الله وسدد خطاكم
    الدعاء لأبي محمد مدون هذه الرحلة

    مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:

    فنادق عطلات



  2. #2
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    تم التعديل
    على قدر ما استمتعت بتقريرك على قدر ما أزعجتني ، كيف لك أخوي أن تدعو بهذه الدعوة الشنعاء على أهل الشام ، هذه البلاد التي استضافتك و أكلت من خيراتها ، من أجل بضعة أشخاص تريد الخراب لهذا البلد ، من أجل حفنة من النقود خسرتها تريد الخراب لهذا البلاد ، أليس من الأجدر الدعوة للصلاح و الخير ، تريد القتال ، تريد الدمار ، تتمنى غضب الله ، حسبي الله فيك ، سامحك الله و هداك .... أرجو أن تكون هذه الكلمات التي صدرت منك زلة لسان ، و ليس شيء آخر يعتمل في صدرك ، هداك الله للخير و الصلاح ...


    أما بالنسبة لصاحب الشاليه الذي غاضبته و ها انت تسرد الحادثة و لا تزال تظن ان الحق معك ، يا أخي هذه الساعة تحرمه من آجار هذا اليوم لأن أغلب المصطافين يصلون صباحاً ، و هو يحتاج لوقت لتنظيف و ترتيب الشقة ، و إذا صادف يوم خروجك يوم الخميس مثلاً فأنت عملت معه كارثة ...

    فنادق عطلات


  3. #3
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    اخي الكريم
    الله يعطيك العافية على هذا الجهد وهذا التوصيف الادبي الذي لم يشكو من شيء يذكر ويصلح ان يكون برنامج سياحي لباقي الاخوة . وقد لاحظت وجود بعض الاخطاء غير المقصودة (معلوماتيا) سيسرني ان اصححها فيما بعد لو سمحت
    للفائدة العامة للاخوة القراء وانا اشارك الاخ ليون فارما بملاحظته وعتبه على تعميمك ) على كل اهل الشام (التي باركها رسول الله ودعا الله لها ولاهلها) .

    ...................تحياتي

    فنادق عطلات


  4. #4
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    تقرير جميل جداً

    ولكن تنقصه الصور الجميله

    مع تحفظي على بعض الألفاظ

    فنادق عطلات


  5. #5
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    حمد لله على السلامة

    فنادق عطلات


  6. #6
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    تقريرك رائع بس بينقصه الصور
    وعدلت بعض الكلمات مشان ما ينفتح باب للجدل بكلامك ودعائك علينا الغير مبرر

    فنادق عطلات


  7. #7
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    تايجر الله يعطيك العافية والله يسامحك كمان
    يلا خليها على الله

    فنادق عطلات


  8. #8
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    الله يعطيك العافية اخي الكريم وموضوع يحتاج لجهد كبيرجدا اشكرك لبذله ..بارك الله بك..
    والحقيقة انني استمتعت كثيرا بقرائته
    واكثر مااعجبني كلمة كيل بدلا من كلمة كيلو متر..بس لو سمحت يعني هذه الكلمة ..من اين جلبتها وهل هي البديل العربي المقرر..ام ماذا..
    حفظك الله واهلك من كل مكروه
    ودمتم جميعا بخيروعافية.

    فنادق عطلات


  9. #9
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    أشكر كل من قرأ وعلق على هذا الموضوع



    أعتذر إن كان فيه خطأ ( كل ابن آدم خطاء )


    أشكر المشرف على الحذف والتنقيح وفقه الله


    اعتاد العرب خاصة على المدح والثناء والإطراء ويكرهون كل الكره من يبين لهم عيوبهم لكن هذا طبعي فاقبلوني حفظكم الله

    فنادق عطلات


  10. #10
    عضو مسجل
    تاريخ التسجيل
    Dec 2014
    المشاركات
    1,962,485

    بارك الله فيك يا أخونا تقريرك رائع

    لو كان معه قليل من الصور لكان من أروع التقارير

    نشكرك أخونا على هذه الطلة والتقرير الحلو

    واعلم انه يوجد ضعاف نفوس في كل مكان

    وبندعي ربنا يصلح بالن ويكونوا أكثر شفافية خصوصوا على الاخوان العرب من الخليج وغيرهم

    تقبل مرور وتحياتي لك
    أخوك

    فنادق عطلات


+ الرد على الموضوع

المواضيع المتشابهه

  1. رحلة الأصدقاء للكويت أرض الأباء
    بواسطة Robot في المنتدى بوابة السفر إلى الكويت Kuwait
    مشاركات: 199
    آخر مشاركة: 02-02-2015, 07:35 PM
  2. رحلة الى الشام
    بواسطة Robot في المنتدى بوابة السفر إلى تايلاند Thailand
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 01-14-2015, 11:25 PM

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
X