الموضوع: رحلة الـ ميل تبدأ بحصار قصتنا مصورة

[align=left][/align]

السلام عليكم ورحمة الله ....



في ليلة أبهاوية (مجنونة!) من ليلي الصيف ... اجتمع رهط من الشباب في منزل أحدهم في حي "النميص "... وفي فناء المنزل ضمتهم جلسة دافئة على رشفات من القهوة والشاي ... كل شيء كان هادئا حتى الحديث الذي تم تجاذب أطرافه لم يكن ليتجاوز العمل والأحوال المعيشية وربما مستجدات السياسة ... كل تلك الأحاديث يلفها الهدوء وترتيب الأدوار احتراما للسن والمقام ... ربما أسهم طول الانقطاع في هذا الجو الرزين ...



مرت الليلة بسكونها الذي لم يعكر صفو مزاجه إلا أصوات الألعاب النارية التي ارتجت لها أطراف الحارة الهادئة بصفير الأطفال وتصفيقهم ... (مساكين هؤلاء الأطفال الذين ترمي على كواهلهم شطحات الطفولة في ثياب البالغين ) المهم ... انتهت الألعاب وعاد الجو إلى سابق عهده ....



حتى رميت صخرة كبيرة ضخمة في المياه الراكدة ... فأحدثت صوتا وحركة... استدعت وعلى وجه السرعة إبريقا آخر من الشاي ... هب المضيف فزعا منتشيا لإحضاره ...



ما رأيكم في سفرة سياحية نطرح عن أجسادنا أغلال التعب ومشقة الروتين القاتل ؟!



كانت هذه الصخرة اللفظية كافية لتجعل ليلتنا ساخنة صاخبة بالآراء والمقترحات ... سيرلانكا كانت أولى الوجهات في تلك الليلة ... نوقشت المميزات والعوائق .... أستأذن أحدهم للذهاب لسيارته ... وأحضر أوراقا لبرامج سياحية لماليزيا وأندونيسيا ... فأبعدنا النجعة وازدادت الآمال ... فانقطع الحديث عن سيرلانكا لتكون ماليزيا سيدة الموقف.... وما زالت الأحاديث هناك حتى جاء اتصال من أحد الزملاء من استراليا ... فارتقت الآمال وعلت الهمم لما هو أبعد ... وهكذا شيئا فشيئا .... انقطع الحديث عن ماليزيا .... لتحتل استراليا ساحة الحديث ... وما كادت ساعات الليل أن تنقضي حتى عزمنا الرحيل إلى صلالة عن طريق اليمن !!



ألم أقل لكم إنها ليلة مجنونة !

مواضيع عشوائيه ممكن تكون تعجبك اخترناها لك:

• رحلة شبابية الى المملكة الاردنية استفسارات
• صور مختلفة من مناطق عديدة للسياحة في تونس
• تقـريـري الأول عـن الأردن
• هل حمل الكاش مهم في تونس
• يأهل اليمن تكفون
• كازرون
• تحويل السير للقادمين من المطار للطريق الموازي
• شقق
• الخطوط الملكية الأردنية تستكمل برنامج تحديث أسطولها متوسط المدى
• إستفسار وفقكم الله
• موقع يتحدث عن السياحة في موريتانيا
• يامحـلا الفنجـال مع سيحــة البـال
• الإماراتية إلى عمّان برحلة يومية ثالثة
• صور عدن وضواحيها
• الأستاذ أبو مالك
• شتاااااء الاردن
• للبيع شقق بالاردن
• أستفسار ضروري جداجداجدا
• لدى زيارة للأردن الأسبوع القادم
• سيارات سياحية وتأجير في الاردن عمان

حين زرنا اليمن في فترات ماضية وكتبنا تقريرا هنا عنها ... لم نكن نعلم أننا كنا نمتع الأنظار من خلال نصف النافذة ... والتي كانت سابقا هي كل الصورة !



عرفنا لاحقا أننا لم نعرف من الحقيقة إلا نصفها ... فأردنا أن نعرف الحقيقة كلها ...







ففتحنا نافذة اليمن السعيد على مصراعيها ... وعرفنا أن نصف الصورة ليس هو الصورة كلها ... بل تيقنا أن رؤية الصورة كاملة ... زادها بهاءا وجمالا !







فعندما قررنا الذهاب لصلالة ... كان لزاما وقد عقدنا السير برا أن نمر باليمن – كل اليمن – شماله وجنوبه ... فكانت الزيارة الأولى لحضرموت مهد الحضارات وبلد التأريخ التليد ... بلاد تقرأ في أوديتها الأساطير ... وفي مبانيها الحكايات .... وفي جبالها قصص الأولين !



اليمن الجنوبي –وأعتذر عن التسمية فكلها يمن على الأقل في أروقة السياسة !!!- شيء آخر .... الأحمر والأبيض والأسود حين تجتمع وحينها فقط ندرك أنا ما زلنا في أرض الجمهورية اليمنية ... هكذا بدا الأمر لي !!





نعود لسياحتنا ....



زرنا صنعاء ... فلا بد منها وإن طال السفر !







وأقمنا بالمكلأ النابضة بالحياة من شريان الخور العتيد !







ومررنا بـ(بشبام حضرموت) ... منهاتن الصحراء !







وبتنا ليلتنا في سيئون مدينة القلاع والنخيل !







وبلغنا منتهى الآمال ... بصلالة الخضراء ..







وفي مرفأ (أبوظبي) غسلنا أدران الترحال الطويل استعدادا للختام...







لنصل بعدها لعاصمتنا الحبيبة بعد رحلة برية طويلة عشنا فيها أجواء متناقضة .... وأحوال متباينة

فقد سرنا بمركبنا في طرق خضراء ..







وسارت بنا كسفينة الصحراء في بقاع جرداء ...







في تلك الأيام ربما أصابتنا رعشات البرد القارص ...







لكننا أيضا اكتوينا بلهيب الشمس الحارقة ....







استمتعنا بمنظر الأبقار في مراعيها الخضراء ..







ورأينا العيس في البيداء يقتلها الضما...







أكلنا وجبات فاخرة في مطاعم راقية ...







لكننا استلذينا بالأكل الشعبي في المطاعم المزعجة ..







في أغلب فترات الرحلة كان قائد المركبة يرى مد بصره..







لكنه في بعض الأحيان لا يرر مد يده..







كان لهذه الأجواء المتناقضة أثر كبير في طرد الملل من أنفسنا ... فمتعة المغامرة واكتشاف الجديد فيها لذة لا تقاوم ...



عشنا أجواء الأمن والرخااااااااء ...







كما عشنا أجواء الخوف والرصاص وقطاع الطريق ..







وجدنا اللذة في كل شيء جديد ... لم يكن هناك حدود للمتعة مع المتناقضات العجيبة ....



صدقوني أننا وجدنا من المتعة هنا ...







بالقدر الذي وجدناه هنا ..







فالسعادة شعور داخلي يمكن استحضاره متى ما أردت في أي مكان وزمان.... ألم يكن ابن تيمية في ظلمات السجن ... وجنته وبستانه في صدره .... هكذا كنا فضلا عن الرفقة الصالحة الممتعة التي لو أغلق علينا معهم بالمتاريس شهورا ما مللنا حسن معشرهم و طيب حديثهم فهم ينتقون أطايبه كما ينتقى أطايب الثمر !

أيام سعيدة عشناها في أجواء الترحال واكتشاف الجديد ... لم يكن يكدر صفوها إلا بعض الاتصالات الهاتفية .... وفيها يقود نساءنا مكرهن لاستجداء العواطف بلسان الطفولة العذب : محمد وفاطمة وعبدالله ... أطفال في سن الرابعة ... ينطقون بحروف السؤال عن أبائهم وهم خلف الفيافي والقفار ... أطبق سماعة الهاتف على صوت محمد بعد وعد له بالعودة سريعا بـ(آيس كريم ) الفرالوة (هكذا ينطقها )...

الرحلة باختصار مزيج من المتعة والمتعة ! انطلقنا من أبها إلى الرياض مرورا بثلاثة عواصم عربية .... أمر لن يكون إلا من هذا الطريق ....



صنعاء ثم إب فعدن ومنها للمكلأ مرورا بشبوة ... ومن ثم للمهرة مرورا بسيئون ... ثم إلى صلالة وخروجا منها لقطع عمان طولا وصولا إلى الإمارات ... العين على الطريق ومن ثم أبوظبي ثم الدخول للمملكة إلى الرياض ...وعندها تكتمل الرحلة البرية ... لنطير من الرياض لأبها إذا لاجديد في مسافة الألف كيلو الأخيرة !

لا أشك في أنكم ستبقون معي هنا ... لنعيش سويا تفاصيل هذه الرحلة ... بالصورة والكلمة ... لأضمها في سجل الذكريات الخالد ... وأضع لبنة في صرح ترحال بدأ من هنا ولا أظنه سينتهي قبل قطع الأمال وبلوغ الآجال ...



فأهلا بكم ضيوفا علىَّ هنا ... لن أبتعد كثيرا عنكم ... فما زالت رحلتي لم تنته حتى أختم هذا التقرير .... حينها سأقبل أطفالي ... وأمد لزوجي يد الوصال بعد أيام الجفاء الماتع !

OTE=الجبل الأخضر;861257]

حين زرنا اليمن في فترات ماضية وكتبنا تقريرا هنا عنها ... لم نكن نعلم أننا كنا نمتع الأنظار من خلال نصف النافذة ... والتي كانت سابقا هي كل الصورة !

عرفنا لاحقا أننا لم نعرف من الحقيقة إلا نصفها ... فأردنا أن نعرف الحقيقة كلها ...

ففتحنا نافذة اليمن السعيد على مصراعيها ... وعرفنا أن نصف الصورة ليس هو الصورة كلها ... بل تيقنا أن رؤية الصورة كاملة ... زادها بهاءا وجمالا !

فعندما قررنا الذهاب لصلالة ... كان لزاما وقد عقدنا السير برا أن نمر باليمن – كل اليمن – شماله وجنوبه ... فكانت الزيارة الأولى لحضرموت مهد الحضارات وبلد التأريخ التليد ... بلاد تقرأ في أوديتها الأساطير ... وفي مبانيها الحكايات .... وفي جبالها قصص الأولين !

اليمن الجنوبي –وأعتذر عن التسمية فكلها يمن على الأقل في أروقة السياسة !!!- شيء آخر .... الأحمر والأبيض والأسود حين تجتمع وحينها فقط ندرك أنا ما زلنا في أرض الجمهورية اليمنية ... هكذا بدا الأمر لي !!

نعود لسياحتنا ....

زرنا صنعاء ... فلا بد منها وإن طال السفر !

وأقمنا بالمكلأ النابضة بالحياة من شريان الخور العتيد !

ومررنا بـ(بشبام حضرموت) ... منهاتن الصحراء !

وبتنا ليلتنا في سيئون مدينة القلاع والنخيل !

وبلغنا منتهى الآمال ... بصلالة الخضراء ..

وفي مرفأ (أبوظبي) غسلنا أدران الترحال الطويل استعدادا للختام...

لنصل بعدها لعاصمتنا الحبيبة بعد رحلة برية طويلة عشنا فيها أجواء متناقضة .... وأحوال متباينة

فقد سرنا بمركبنا في طرق خضراء ..

وسارت بنا كسفينة الصحراء في بقاع جرداء ...

في تلك الأيام ربما أصابتنا رعشات البرد القارص ...

لكننا أيضا اكتوينا بلهيب الشمس الحارقة ....

استمتعنا بمنظر الأبقار في مراعيها الخضراء ..

ورأينا العيس في البيداء يقتلها الضما...

أكلنا وجبات فاخرة في مطاعم راقية ...

لكننا استلذينا بالأكل الشعبي في المطاعم المزعجة ..

في أغلب فترات الرحلة كان قائد المركبة يرى مد بصره..

لكنه في بعض الأحيان لا يرر مد يده..

كان لهذه الأجواء المتناقضة أثر كبير في طرد الملل من أنفسنا ... فمتعة المغامرة واكتشاف الجديد فيها لذة لا تقاوم ...

عشنا أجواء الأمن والرخااااااااء ...

كما عشنا أجواء الخوف والرصاص وقطاع الطريق ..

وجدنا اللذة في كل شيء جديد ... لم يكن هناك حدود للمتعة مع المتناقضات العجيبة ....

صدقوني أننا وجدنا من المتعة هنا ...

بالقدر الذي وجدناه هنا ..

فالسعادة شعور داخلي يمكن استحضاره متى ما أردت في أي مكان وزمان.... ألم يكن ابن تيمية في ظلمات السجن ... وجنته وبستانه في صدره .... هكذا كنا فضلا عن الرفقة الصالحة الممتعة التي لو أغلق علينا معهم بالمتاريس شهورا ما مللنا حسن معشرهم و طيب حديثهم فهم ينتقون أطايبه كما ينتقى أطايب الثمر !

أيام سعيدة عشناها في أجواء الترحال واكتشاف الجديد ... لم يكن يكدر صفوها إلا بعض الاتصالات الهاتفية .... وفيها يقود نساءنا مكرهن لاستجداء العواطف بلسان الطفولة العذب : محمد وفاطمة وعبدالله ... أطفال في سن الرابعة ... ينطقون بحروف السؤال عن أبائهم وهم خلف الفيافي والقفار ... أطبق سماعة الهاتف على صوت محمد بعد وعد له بالعودة سريعا بـ(آيس كريم ) الفرالوة (هكذا ينطقها )...

الرحلة باختصار مزيج من المتعة والمتعة ! انطلقنا من أبها إلى الرياض مرورا بثلاثة عواصم عربية .... أمر لن يكون إلا من هذا الطريق ....

صنعاء ثم إب فعدن ومنها للمكلأ مرورا بشبوة ... ومن ثم للمهرة مرورا بسيئون ... ثم إلى صلالة وخروجا منها لقطع عمان طولا وصولا إلى الإمارات ... العين على الطريق ومن ثم أبوظبي ثم الدخول للمملكة إلى الرياض ...وعندها تكتمل الرحلة البرية ... لنطير من الرياض لأبها إذا لاجديد في مسافة الألف كيلو الأخيرة !

لا أشك في أنكم ستبقون معي هنا ... لنعيش سويا تفاصيل هذه الرحلة ... بالصورة والكلمة ... لأضمها في سجل الذكريات الخالد ... وأضع لبنة في صرح ترحال بدأ من هنا ولا أظنه سينتهي قبل قطع الأمال وبلوغ الآجال ...

فأهلا بكم ضيوفا علىَّ هنا ... لن أبتعد كثيرا عنكم ... فما زالت رحلتي لم تنته حتى أختم هذا التقرير .... حينها سأقبل أطفالي ... وأمد لزوجي يد الوصال بعد أيام الجفاء الماتع ![/QUOTE]

و

\r\n بأروح أنام ...
\r\nوالله الله في الردود السنعة ...
\r\nواللي ما تطلع عنده الصورة يضغط زر الفارة الإيمن ثم أظهار الصورة ...
\r\nترو بأتصل على الشباب اللي معي في الرحلة وأقلهم إنا نزلنا الموضوع .. فلا تفشلوني معهم بالردود ... تروني قاعد طول الرحلة أصور لكم ... وأمدح موقعكم .. وهم يقولون بس خلاص غثيتنا بالعرب المسافرون وأشغلتنا بالتصوير ..!!
\r\nتصبحون على خير .....\r\n

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الأخضر


بأروح أنام ...

والله الله في الردود السنعة ...

واللي ما تطلع عنده الصورة يضغط زر الفارة الإيمن ثم أظهار الصورة ...

ترو بأتصل على الشباب اللي معي في الرحلة وأقلهم إنا نزلنا الموضوع .. فلا تفشلوني معهم بالردود ... تروني قاعد طول الرحلة أصور لكم ... وأمدح موقعكم .. وهم يقولون بس خلاص غثيتنا بالعرب المسافرون وأشغلتنا بالتصوير ..!!

تصبحون على خير .....

:x1: سلمت يداك عالتصوير الرائع والشرح الاروع

فعلا تقرير بيرفع من شان المنتدى

عجبتني كتير طريقتك بعرض الصورة وبعدا مباشرة الصورة النقيض :24:

والحمدالله عا سلامتكم

\r\n الحمد لله على سلامتكم ... وفيما يبدو لي أنّنا سنستمتع بتقرير مميّز فلا تجعلنا نطيل الإنتظار ...\r\n

\r\n

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
\r\nالحمدلله على السلامة ( سفراً سعيداً وعوداً حميداً )
\r\nبيض الله وجهك بصراحة أنني منذ أسبوع تقريباً أنتظر قراءة تقريرك هذا :11_horror وكل يوم أقول عسى أبو محمد قد كتب تقريره .لكن قلت أكيد باقي يطبخ على نار هادئه:222:
\r\nوبصراحة لسببين اثنين :
\r\n1/روعة الأسلوب :24: وسلامة اللغة وحسن التعبير ( أكيد التخصص له دور :icon_stud ).
\r\n2/الصور الأخاذة والشاملة.:101:
\r\nفي انتظار باقي التقرير ونراكم على خير .

\r\n

\r\n الجبل لأخضر
\r\n
\r\nأكيد راح تنافس العبودي
\r\n
\r\nهذا التقرير قطعة من أدب الرحلات
\r\n
\r\nفن في التصوير ، لغة أدبية سليمة سهولة في الألفاظ
\r\n
\r\nتحياتي\r\n

\r\n وأنا أقول من واقع تجربة أن تميّز الرحلات الشبابية الطويلة الممتعة: تقوم على الصحبة الراقية ، :101: ومحبتهم واحترامهم لبعض..
\r\nكما تقوم على التخطيط المسبق لسير الرحلة وعدم الاختلاف في الرأي ،:113: وأهم شيء تفريغ الذهن من شواغل الدنيا وارتباطاتها للتفرغ لرحلة الاستجمام :surf وعدم انقطاعها بشيء يعكر أجواءها.:112: ...
\r\nعموما أشكرك جزيلا أخي الجبل الأخضر على تقاريرك المميزة ومنها ماسبق والكل يعرفه ( االيمن في سبع صور والباقي....) واصل بورك فيك فنحن بانتظار المزيد بشوق...:24::bounce8:\r\n

\r\n الحمد الله على السلامة
\r\n
\r\nما شاء الله تبارك الرحمن نحن على موعد مع تقرير مميز وروعة
\r\nكلام جميل وسهل ،،،،وترتيب قمة ،،،،،،والصور روعة يا مبدع
\r\n
\r\nمنتظرين باقي تقرير الرحلة\r\n

\r\n ما شاء الله ... كذا يصير للواحد نفس !!\r\n

\r\n ومن واقع تجربة تجد سر نجاح الرحلات الشبابية الطويلة التي تكون للاستجمام :surf والسياحة كما في رحلة المبدع :101: الجبل الأخضر أن الصحبة راقية جدا في الاحترام والمحبة وصفاء النفوس بينهم والاتفاق على رأي واحد مما يزيد المتعة في السفر
\r\nوكذلك التخطيط للرحلة يضفي عليها طابع الترتيب والإبداع من خلال زيارة المدن والدول في رحلة واحدة
\r\nويكتمل جمال الرحلات بالبعد عن الارتباطات الشخصية والتفرغ الذهني للسياحة فلربما يأتي اتصال يعكر جو الرحلة الممتع :112:
\r\nعموما نشكرك يالجبل الأخضر :113: ومتأكد أن الجميع ينتظر المزيد:bounce8:\r\n

قبل ربط أحزمة الانطلاق !



الرفقة ..











أبوفطوم ... أمير الركب ومنافسي الوحيد على المقعد الأمامي ... إذ يفضلني بشرف الأمارة وكبر السن ... وأفضله بوزني الزائد وأقدميه سنتين في الدولة... مما يساوي الكفة !!! أميرنا يقيم خارج المملكة للدراسة وقريبا سنفرح سويا بحصوله على درجة الماجستير ... شاعر حساس صاحب قلب أخضر فسفوري ... لحيته الطويلة الجملية ووجهه المشرق ناصع البياض يجعل من ركبنا مهيبا ومحل التقدير من رجال الأمن وعمال البنزين وسفرجية المطاعم ... لكنه أيضا يجعلنا محط أنظار الشحاثين وربما اللصوص !!! بقي أن أقول ولتعرفوا ما كنا فيه من مزاج هذا الأمير أنه –وفقه الله- عضو في المنتدى باسم (انفلونزا الطيور)!!!!!



أبوعبدالله ... صاحب المركبة وقائدها الهمام ... قادنا في معظم فترات الطريق أو كلها تقريبا ... لا صوت يعلو فوق صوته ... ففي الاستيقاظ حديث وإنشاد وعند النوم شخير وإزعاج ... لكنه – لله دره- بطل عند المواجهة قليل الكلام ... كثير الفعل ... وكم والله شاهدته بأم عيني يتصبب عرقا أمام" الملوح" في صنعاء و"المندي" في المكلأ و"المظبي" في صلالة ... صاحب تجارة أحذية وملبوسات نسائية لهذا كان الأقدر على تصريف أمور الميزانية !!..عجبا له حين يمتعنا برسائل جواله التي تصله من رفقاء دربه –على حد زعمه- الشيخ سلمان العودة ويوسف القرضاوي وعبد الكريم بكار (الأخ مشترك في خدمة الرسائل من إسلام أون لاين ... ومصدق إن المشايخ يراسلونه ... جتني رسالة من فلان ورسالة من علان )...!!!





أبو يزيد ... رومانسي ... يتلقب في نعيم الملبوسات والأطياب وكأنه في رحلة 5 نجوم ... لم تر عليه أبدا وعثاء السفر ولا كآبة المنظر !!! صاحب أعمال حرة ... جعلت منه حرا طليقا صاحب أسفار وتجوال... فعصا الترحال لا تنفك عن كتفه ...ضاعت رحلته مسكين في خدمة الأمير ... فقد أهداه الأمير في بداية الرحلة هدية قيمة (كاميرا فيديو مستعملة!!!).. ولأنه كريم فقد ملكه الأمير بهذا الإحسان ولم يتمرد ... فأشغل نفسه بما يخص الأمير المتسلط ... فيذكره دوما بموعد الدواء ... ويقرب منه ما لذ وطاب من الأكل ... ويحك ظهره ... ويسعى يومه خدمة له ... المشكلة أنه في نهاية الرحلة أهدى للأمير هدية قيمة ... فلا هو سلم من خسارة مال الهدية ولا من رق الإحسان ومذلة الإكرام (يا كد مالك خلف)... فضلا عن أن الأمير معظم فترات الرحلة كان يستعير الكاميرا منه!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!





أبومحمد ... ولد القرية... المقرطص بكراتينه ... قطع الجواز قبل الرحلة بأسبوعين ... مبلغ علمه رحلات الحج والعمرة ... مصطلح السفر للسياحة ليس في قاموسه ... له شهرته الواسعة في المنطقة بخفة الدم وطرافة الأسلوب وسرعة البديهة لذا فوجوده في أي مجلس يشيع جو البهجة والمرح ... شديد التأثر بجدته –رحمها الله – يعيش في قرية من ضواحي المدينة ... صاحب خلق ودين ولا نزكيه على الله ... ثقيل النوم ... أشعث أغبر في حله فكيف في ترحاله ... حديث تخرج من الجامعة ... تجتاحه نفحات طلب العلم بعد الساعة 12 ليلا فيثني الركب أمام الأمير...شاعر مبدع وصاحب خلوات للتأمل ... اشترى كاميرا وأنهى في الرحلة 6 أشرطة ... صور كل شيء (كل شيء!!) .... سنقف معه كثيرا ومع طرائفه في أول سفر له خارج البلاد!





أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا ... تقدر تقول أحسن واحد فيهم (ذابحني التواضع أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا)!!!!!!!!!





المناصب الإدارية ..



أبوفطوم ... أمير الرحلة ... بالتزكية !( أكبرنا سنا وأعلمنا بالحلال والحرام )!



أبوعبدالله ... وزير المالية ! (صاحب صرف معتدل ... ومكاسر حتى في سعر الوجبات ... كلفه الأمير قبل الرحلة بيومين بشراء "العزبة" والخيمة)



أبو يزيد ... وزير الإسكان ! (حظه ممتاز في السكن ... وإيجاد المناسب منه)



أبومحمد ... وزير الأوقاف !(مؤذن الرحلة .. إلا لصلاة الفجر للسبب السابق )



محدثكم ... وزير السياحة والثقافة ! (المرشد السياحي ... ومعد ومقدم برنامج السيارة)



اعذروني ... أطلت في وصف الرفاق ... لكني أجدهم جزء لا ينفك من هذه الرحلة ... فحين نعود للسكن في المساء تبدأ رحلة سياحية من نوع آخر – سقى الله تلك الأيام- !





معلومات الرحلة :



تاريخها:الجمعة 3/7/1427هـ .



مدتها: 15 يوم.



عدد الأفراد : 5 أشخاص .



ميزانيتها: حوالي 12500 ريال سعودي .



درجتها : بعض الأوقات (مشعاب) وبعض الأوقات (خمسة نجوم).



الوسيلة المستخدمة : سيارة بينك بانثر!! ... أو باث فندر ... المهم نيسان 2005م

[IMG]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الأخضر
http://www.arabtravelersforum.com/tr...67/#post863367

قبل ربط أحزمة الانطلاق !

الرفقة ..

أبوفطوم ... أمير الركب ومنافسي الوحيد على المقعد الأمامي ... إذ يفضلني بشرف الأمارة وكبر السن ... وأفضله بوزني الزائد وأقدميه سنتين في الدولة... مما يساوي الكفة !!! أميرنا يقيم خارج المملكة للدراسة وقريبا سنفرح سويا بحصوله على درجة الماجستير ... شاعر حساس صاحب قلب أخضر فسفوري ... لحيته الطويلة الجملية ووجهه المشرق ناصع البياض يجعل من ركبنا مهيبا ومحل التقدير من رجال الأمن وعمال البنزين وسفرجية المطاعم ... لكنه أيضا يجعلنا محط أنظار الشحاثين وربما اللصوص !!! بقي أن أقول ولتعرفوا ما كنا فيه من مزاج هذا الأمير أنه –وفقه الله- عضو في المنتدى باسم (انفلونزا الطيور)!!!!!

أبوعبدالله ... صاحب المركبة وقائدها الهمام ... قادنا في معظم فترات الطريق أو كلها تقريبا ... لا صوت يعلو فوق صوته ... ففي الاستيقاظ حديث وإنشاد وعند النوم شخير وإزعاج ... لكنه – لله دره- بطل عند المواجهة قليل الكلام ... كثير الفعل ... وكم والله شاهدته بأم عيني يتصبب عرقا أمام" الملوح" في صنعاء و"المندي" في المكلأ و"المظبي" في صلالة ... صاحب تجارة أحذية وملبوسات نسائية لهذا كان الأقدر على تصريف أمور الميزانية !!..عجبا له حين يمتعنا برسائل جواله التي تصله من رفقاء دربه –على حد زعمه- الشيخ سلمان العودة ويوسف القرضاوي وعبد الكريم بكار (الأخ مشترك في خدمة الرسائل من إسلام أون لاين ... ومصدق إن المشايخ يراسلونه ... جتني رسالة من فلان ورسالة من علان )...!!!

أبو يزيد ... رومانسي ... يتلقب في نعيم الملبوسات والأطياب وكأنه في رحلة 5 نجوم ... لم تر عليه أبدا وعثاء السفر ولا كآبة المنظر !!! صاحب أعمال حرة ... جعلت منه حرا طليقا صاحب أسفار وتجوال... فعصا الترحال لا تنفك عن كتفه ...ضاعت رحلته مسكين في خدمة الأمير ... فقد أهداه الأمير في بداية الرحلة هدية قيمة (كاميرا فيديو مستعملة!!!).. ولأنه كريم فقد ملكه الأمير بهذا الإحسان ولم يتمرد ... فأشغل نفسه بما يخص الأمير المتسلط ... فيذكره دوما بموعد الدواء ... ويقرب منه ما لذ وطاب من الأكل ... ويحك ظهره ... ويسعى يومه خدمة له ... المشكلة أنه في نهاية الرحلة أهدى للأمير هدية قيمة ... فلا هو سلم من خسارة مال الهدية ولا من رق الإحسان ومذلة الإكرام (يا كد مالك خلف)... فضلا عن أن الأمير معظم فترات الرحلة كان يستعير الكاميرا منه!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

أبومحمد ... ولد القرية... المقرطص بكراتينه ... قطع الجواز قبل الرحلة بأسبوعين ... مبلغ علمه رحلات الحج والعمرة ... مصطلح السفر للسياحة ليس في قاموسه ... له شهرته الواسعة في المنطقة بخفة الدم وطرافة الأسلوب وسرعة البديهة لذا فوجوده في أي مجلس يشيع جو البهجة والمرح ... شديد التأثر بجدته –رحمها الله – يعيش في قرية من ضواحي المدينة ... صاحب خلق ودين ولا نزكيه على الله ... ثقيل النوم ... أشعث أغبر في حله فكيف في ترحاله ... حديث تخرج من الجامعة ... تجتاحه نفحات طلب العلم بعد الساعة 12 ليلا فيثني الركب أمام الأمير...شاعر مبدع وصاحب خلوات للتأمل ... اشترى كاميرا وأنهى في الرحلة 6 أشرطة ... صور كل شيء (كل شيء!!) .... سنقف معه كثيرا ومع طرائفه في أول سفر له خارج البلاد!

أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا ... تقدر تقول أحسن واحد فيهم (ذابحني التواضع أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا)!!!!!!!!!

المناصب الإدارية ..

أبوفطوم ... أمير الرحلة ... بالتزكية !( أكبرنا سنا وأعلمنا بالحلال والحرام )!

أبوعبدالله ... وزير المالية ! (صاحب صرف معتدل ... ومكاسر حتى في سعر الوجبات ... كلفه الأمير قبل الرحلة بيومين بشراء "العزبة" والخيمة)

أبو يزيد ... وزير الإسكان ! (حظه ممتاز في السكن ... وإيجاد المناسب منه)

أبومحمد ... وزير الأوقاف !(مؤذن الرحلة .. إلا لصلاة الفجر للسبب السابق )

محدثكم ... وزير السياحة والثقافة ! (المرشد السياحي ... ومعد ومقدم برنامج السيارة)

اعذروني ... أطلت في وصف الرفاق ... لكني أجدهم جزء لا ينفك من هذه الرحلة ... فحين نعود للسكن في المساء تبدأ رحلة سياحية من نوع آخر – سقى الله تلك الأيام- !

معلومات الرحلة :

تاريخها:الجمعة 3/7/1427هـ .

مدتها: 15 يوم.

عدد الأفراد : 5 أشخاص .

ميزانيتها: حوالي 12500 ريال سعودي .

درجتها : بعض الأوقات (مشعاب) وبعض الأوقات (خمسة نجوم).

الوسيلة المستخدمة : سيارة بينك بانثر!! ... أو باث فندر ... المهم نيسان 2005م

[IMG]

تابع

\r\n الصراحة تستاهلون التمشي هذا التقرير والآبلاش :x1:\r\n

\r\n

عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
\r\nالجبل الأخضر أسم لامع في منتدى العرب المسافرون :24: :x1:
\r\nالحمد لله على عودتكم سالمين أنت و أعضاء الرحلة الخيالية :11ight:
\r\n
\r\nبصراحة يعجز لسانى عن وصف المتعة و التشويق لتكملة قراءة رحلتك الشيقة...لقد اندمجت بها بشكل رهيب...و لم اترك المنتدى الا بعد تكملة كل صفحات رحلتك...فلم اتوقع ان تكون اليمن بهذا الجمال و خاصة صلالة....
\r\nفنحن العرب لدينا نعمة وهبها الله لنا ونحن غافلين عنها...و مهملة من قبل دولنا...كم تمنيت ان تهتم حكوماتنا بتطوير السياحة فى بلداننا...و خاصة صلالة....حتى نستغنى عن الذهاب الى الدول الاجنبية و صرف اموالنا عندهم رغم احتقارهم لنا فى اوانة الاخيرة و مضايقة العرب السواح و الطلبة لديهم .
\r\n
\r\nالمهم بعد ان شاهدت رحلتك عزمت ان تكون اجازتى هذة السنة الى صلالة
\r\n
\r\nبارك الله فيك على آمانة النقل فى سرد كل كبيرة و صغيرة حصلت لكم بهذة الرحلة....كما انى استمتعت باسلوك الادبى الشيق.....تصلح كاتب قصة
\r\n
\r\nكل الاحترام و التقدير لشخصك الكريم و لمن معك فى الرحلة.....و اتمنى لكم التوفيق اينما كنتم او سافرتم
\r\n
\r\nتقبل تحياااتى:101:

\r\n

\r\n العرض مشوق منذ البدايه فواصل ونحن في الأنتظار\r\n

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الأخضر
http://www.arabtravelersforum.com/tr...17/#post867017



النقل الربع من 5000ميل

خارطة السير من أبها إلى صلالة عن طريق اليمن ... مبرزا عليها المدن اليمنية التي أقمنا بها ...

بسم الله وعلى بركة الله

مع إشراقة يوم الخميس بدأت وفود الشباب المشارك في الرحلة تقترب من مكان الانطلاق ... هذا قادم من مكان تجارته ... وذاك أنهى رحلة ترضية مع عائلته ... كل بدأ في وضع لمساته الأخيرة على حقيبة سفره وقبلها على وجنتي زوجته وجباه أطفاله ...

اكتمل العقد في داري العامرة قرب منتصف الليل ... سمع بعض الرفاق ممن أشغلتهم الحياة الدنيا عن اللحاق بركبنا بمكان تجمعنا فأقبلوا لتوديعنا وندب حظهم العاثر أمامنا ... ونحن في قمة النشوة والمتعة حين نقطع قلوبهم كمدا في الحديث عن سير الرحلة ... انتبهنا من سكرتنا مع أذان الفجر !!!

انطلقنا بعد الصلاة لمنزل صاحب المركبة وقائدها ... لنجده على أهبة الاستعداد بعد أن كان قد استأذن منا باكرا ليأخذ قسطه من الراحة قبل السفر ... وأمام داره رتبنا العفش ... وركبنا الراحلة ويممنا جهة الشرق بعد أن قررنا أن نخرج لليمن عن طريق منفذ ظهران الجنوب (علب)... رغم أنه لم يسبق لأي منا الخروج مع هذا المنفذ ... وبين خميس مشيط وسراة عبيدة ... أرادت تلك الربوع أن تقلل من عزم الفراق ... وتودعنا متغنجة بأطيب الأجواء ... بعد أن شعرت بالغيرة من أرض سنقدم عليها ... كعادة الإناث دوما! فكانت هذه الأجواء المنعشة مع نسمات الصباح الباكر ..

وصلنا ظهران الجنوب حوالي التاسعة صباحا ... وهي مدينة صغيرة مرتبة ونظيفة ... أهلها من عشاق تراثهم لذا فهم يبنون المباني الحديثة بجوار قصورهم الطينية القديمة ... ومنفذ علب يبعد عنها جنوبا 20 كيلو متر ...

رغم قصر الطريق نسبيا (أبها – ظهران الجنوب)إلا أننا شعرنا بتعب وإرهاق فكلنا عدا( أبوعبدالله) لم ننم في الليل ... وسنقدم على مجهول ... يوجب علينا التركيز والحذر أو الاستمتاع والنظر ... وكل هذا يتطلب راحة ونشاطا ...

قررنا –عفوا ..أقصد قرر أميرنا – أن نأخذ قسطا من الراحة في المدينة هنا ، فاستأجرنا في غرف للعزاب نظيفة ... ونمنا حتى الواحدة والنصف تقريبا ... ثم صلينا الظهر والعصر وزرنا أحد المطاعم ثم الأسواق لنكمل بعض الطلبات الاستهلاكية (رز-بهارات-زيت ...) وخرجنا من ظهران إلى علب ...

وجدنا منفذا غريبا بائسا مملا في منطقة مهجورة ... مازالت أعمال البناء والتشييد فيه (منفذ حديث نوعا ما) يقع على قمم جبال صخرية لا أثر للمسافرين غيرنا ... وصلنا المخرج بعد أن تهنا فيه ... لنجد موظفا بزيه المدني يعيدنا إلى ظهران مرة أخرى ... بعد أن طلب منا (تربتك السيارة) الخاص باليمن ... وكنا نحسبه في مكتب مجاور للمنفذ كالعادة ... لكن ما الحيلة فكل شيء مختلف هنا !!!

قال الموظف : استعجلوا اقطعوا التربتك وارجعوا قبل أن ينتهى الدوام ونغلق المنفذ !!!!!!!!!!!!!!!

ماذا يغلق المنفذ ؟؟؟

نعم !...المنفذ يغلق الساعة 5 عصرا ... نظرا لخطورة المنطقة فأقرب مدينة تأتي في اليمن على بعد 80 كيلو ... تكفي لأن يصلها المسافر قبل غروب الشمس !!!!

واستكمالا لقائمة العجائب هنا ... فإننا استخرجنا دفتر التربتك من استقبال أحد المستوصفات الأهلية في ظهران !!!!

عدنا مرة أخرى لمنفذ علب ... كان الجو ملبدا بالغيوم وساعات النهار أوشكت على الرحيل لكن خوفنا من إغلاق المنفذ يحدونا للمسير ... وصلنا ولوحدنا وخلال دقائق أنهينا كل شيء ... بشاشة الموظفين هناك وحسن أخلاقهم شيء لافت ... ربما للفراغ القاتل الذي يعانون منه ... أحدهم قال لنا : انتبهوا الله يعينكم على الطريق هناك أمطار وانزلاقات وأهم شيء إذا وصلتوا صعدة فبيتوا فيها ولا تسرون ، الخط خطير !!!!

هذه الوصايا الجميلة كما ترون كانت كافية لزيادة معدل التوتر لدينا ...

أنهينا أمورنا من الجانب اليمني والذين بدورهم يستعدون لإغلاق منفذهم ... ودخلنا إلى عالم المجهول الذي لم نسمع عنه فيما مضى إلا أنه طريق الحروب القبلية والفتن الطائفية وقطاع الطريق ... وآخر نصيحة تلقيناها من المنفذ السعودي زادت الطين بلة !!!!!!!!!

الطريق إلى صعده من المنفذ حوالي 80 كيلو ... ممهدة بطريقة مريحة وتخلو من السيارات ... جبال صخرية وأرض بيضاء بلون السلام ... جعلتنا أكثر ثقة وسلاما واطمئنانا بما سنقدم عليه ... وليتنا كنا حذرين !!!!!!!

غربت شمس صعدة ونحن على أطرافها ... فهل غربت معها ثقتنا بالطريق ... وهل كان غروب شمس اليوم الأول يعني انتهاء أعماله ... أم أنها قد أشرقت علينا شمس الخوف والحصار والرصاص ....



هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة ... ونفك طلاسم هذا العنوان (رحلة الـ5000ميل ... تبدأ بحصار!!!!! )

(قلبناها فلونة)

تابع المتبقي

\r\n الجبل الأخضر
\r\n
\r\nالحمد لله على سلامتكم
\r\n
\r\nعجل علينا وأنا أخوك بهالتقرير
\r\n
\r\nترى مواريه زيييييينة بالحيل
\r\n
\r\nنحن بالانتظار ........\r\n

\r\n أخي شامان ... سلمك الله ولعلي لن أطيل ... شكرا لسرعة تجاوبك .
\r\nأخي noras ... حياك الله وبياك ... ردك زادني سرورا وحيرة ... فابق السرور في نفسي بكريم المتابعة ... وأبعد عني الحيرة بجميل الرد على الخاص ... لأدعوا لك بالاسم :101: ... يظهر لي أنك تعرف "الكفت "كله !
\r\nأخي بفرلي ...أشكر لك لطيف ردك ... لكن للأدب أهله وللترحال رجاله ... وشهادتك محل اعتزازي !
\r\nأخي الميلاف ... سلمك الله وشكر لك لطيف ردك !
\r\nأخي الذوق الحلو ... لا عجب أن تكون الرحلات الشبابية متميزة... وأنت أحد أعضائها ... أشكرك متابعتك أبا يزيد وابق معنا هنا على اتصال !
\r\nأخي almubarak ... لك كل الشكر على ردك الجميل .. وقبل ذلك على ما أفدتني به قبل سفري من معلومات ... وأنت ضمن قائمة أهل الفضل من أعضاء المنتدى الذين أفدنا من كتاباتهم قبل رحلتنا ... وسنذكرهم لا حقا بأسمائهم !
\r\nأميرنا القديم أنفلونزا الطيور ... أشتم في أحرفك بقايا جبروت مضى ...فالحمد لله الذي أظهرك على رؤوس الأشهااااااااد!
\r\nأخي العزيز الحلم العربي ... أما زلت هنا !؟ شرفني ردك ومرورك الكريم ومتابعتك لأخبار اليمن وزوارها !
\r\nأخي dona1 ... شكرا لمرورك ... وابق معنا فسنواصل بإذن الله .
\r\nأخي اسبانيول ... عافاك ربي وحياك .. وأهلا بك .
\r\nأخي dna97 ... أهلا بك وشكرا لمرورك .
\r\n(أحاول الدخول على موقع تحميل الصور فيتعذر الدخول حاليا... والحلقة القادمة جاهزة )\r\n

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجبل الأخضر


أميرنا القديم أنفلونزا الطيور ... أشتم في أحرفك بقايا جبروت مضى ...فالحمد لله الذي أظهرك على رؤوس الأشهااااااااد!



بصراحة انك كسرت عيني :icon_wink

وأحرجتني :sweatdrop ..



ولكن ..الحمد لله الذي سلطني عليك بعض أيام عمرك:105: والقادم أحلى بإذن الله:119:

\r\n شوف الخاص يا الجبل الأخضر\r\n

\r\n أشكرك جدا على الخريطة\r\n

\r\n موضوع شيق وطرح رائع وجميل جداً
\r\nبانتظار بقية الموضوع\r\n

\r\n رائع متابع معك الى النهاية
\r\n
\r\nالان فهمت لماذا هذا العنوان
\r\nالله يهديكم ذهبتوا الى صعدة (يوجد بها أكبر سوق لبيع السلاح)
\r\n
\r\nالله المستعان\r\n

\r\n في انتظار المزيد\r\n

\r\n أين فاضية ... والله إني عبيتها إلين طفرت !\r\n

ونحن نودع سويا شمس اليوم الأول أصدر الأمير أوامره بأن نستغل تلك اللحظات في الأذكار وقراءة سورة الكهف ... فنحن في آخر ساعة من يوم الجمعة و على خطوات السفر ... اجتمع الفضلان فكانت لحظات إيمانية لا تنسى ...

... البعض قرأ من حفظه والبعض من جواله ...

وإني حين أذكرها الآن لأترحم على أميرنا –وفقه الله- وقد استغلقت علىَّ الذاكرة ...في استحضار حسنة أخرى له ... فلم أجد (أمزح) !

وصلنا صعدة مع غروب الشمس ...فدار بيننا حديث حول مسألة المبيت فيها أو مواصلة المسير إلى صنعاء ... إذ هي الهدف الأول في خطتنا المرسومة ...

لا أخفيكم بأن الطريق إلى الآن كان مريحا ومطمئنا بشكل كبير ... مما جعل صوت التهور والنشوة والاندفاع يعلو على صوت الحكمة والعقل والمنطق ... ولا أزكي نفسي على الله !!!!!!!!!! ...

قررنا بالأغلبية مواصلة السير ...







فأرخى ظلام الليل سدوله بعيد تجاوزنا لمدينة صعدة ... مدينة العنب والرمان اليماني ... ومن أكبر مصادر الفواكه اليمنية ... إذ تتحرك منها قوافل الفاكهة في موسمها جنوبا لكافة أرجاء اليمن ... وشمالا للسوق السعودية !

فأقبل الليل من هاهنا ...وأدبر النهار من هاهنا ... وسط ضحكات تعلو من داخل السيارة ولحظات أنس لا تنسى مع ابن القرية الهمام ... لم نكن على درجة واحدة من الشعور بالأمن فالطريق يضيق... ويخلو من السيارات ...والجبال تعلو بنا وتهبط ... ونبضات أصاحب الحكمة والحذر تزداد اضطرابا ...

مررنا في الطريق بقرى غريبة ... أنوارها بدائية وهي إما معدومة أو خافته ... البعض يتحلقون قرب المطبات الاصطناعية ... نلمح في الأعين نظرات التوجس يزيد من الشعور بها توشح الجميع بالسلاح على الأكتاف ... لكن ابن القرية يتكفل بإخراجنا من هذا الجو المشحون كالعادة بطرفه اللذيذة!!!

بعد حوالي ساعة ونصف أو ساعتين من السير باتجاه صنعاء ... وقد كنا نلاحظ عدم وجود سيارت قادمة بالاتجاه المعاكس ... وندرتها معنا في نفس الاتجاه ...وفجأة وبدون مقدمات وفي مكان قفر بين جبال شاهقة ... شاهدنا أمامنا رتلا من السيارات والأنفس والثمرات ... واقفة في وسط الطريق قد أطفأت الأنوار ... وقفنا في مكاننا المحدد خلفها ... ظنناها نقطة تفتيش في البداية ... لا حظنا أن السيارات أيضا قد أطفئت ... الظلام الدامس يلف أرجاء المكان ... وصمت أوقات السحر رأيناه في أول الليل ... أطفأنا الأنوار فاشتدت الظلمة ... الشيء الوحيد الذي يشعرنا بمظاهر الحياة هنا ... شعلة السجائر حين تشدها الأنفاس ... نلمحها هنا وهناك فنشعر بمظاهر الحياة البائسة ...وجوه ليست كالوجوه عابسة قمطريرة توشحت السلاح وتدثرت بالصمت ... وحين أطفأنا محرك السيارة ... خشعت الأصوات فلا نسمع إلا همسا !!!

ماذا يحصل هنا ؟؟؟ تساؤل دار بيننا ... لم نجرؤ على الحديث والسؤال عن أسباب هذا الطابور الطويل !







وعلى ضوء سيارة قادمة من بعيد لمحنا صورة شخص منتفخ الأوداج سمح المحيا يقدم إلينا... قد توشح السلاح ... وقال يخصنا بالحديث دون سؤال منا وربما لفته منظر السيارة الغريب : أولاد الحرام ... قطعوا الطريق بالأحجار ... وتجمعوا متسلحين على جنباته مهددين ومتوعدين ... ثم غاب عنا وهو ينظر بخلسة للخلف !!

قلت في نفسي :

ما الذي جاء بي وسط هذه الجبال؟ ... تذكرت حينها طبق المكرونة بالبشميل وكيف أني أستلذ بطعمه من يد إم محمد وكم كنت أغضب حين تنسى أو تتناسى سلطة اللبن بالخيار آآآآآآه ... تذكرت والدتي وهي تعود من فناء المنزل بخبز التنور ورائحته يسيل لها لعاب الجيران ،أقسمه نصفين قبيل المغرب على براد حليب الزنجبيل فأرى القاهرة من داري بنيلها ... تذكرت حياتي بين أطفالي ... ماذا سيفعلون من بعدي ... وهل ستتزوج أمهم من بعدي وتتركهم وشأنهم وهل سيكون عمهم على قدر المسؤولية ويرعاهم كأبنائه ... كثيرة هي الأشياء التي تذكرتها ... ربما ذكرت منها الأكل لأني كنت جائعا في حينها ...

أليست تلك الحياة الأسرية الوادعة أحق بي من جبال الظلام والرصاص والقتل !!!

قتلي هنا لا يكلف قاتلي أكثر من طلقة في البطن (البطن مرة أخرى... للسبب السابق)!!

ما أسهلها على مجرم ... وما أعظم أثرها على مسلم مسالم ... هناك من ينتظره !

هبني سأموت بالرصاص ... أليست ساحات الجهاد وجبهات القتال في الثغور أولى بي من هذا المكان وبهذه الطريقة ... على الأقل سيقولون مات شهيدا ... وأولادي أبناء الشهيد ... لكن هنا ماذا يقولون : مات وهو يسربت في اليمن (الداشر) ويمكن يزيدها بعض الحساد ... ويقول : إنهم وجدوني والتخزينه ما زالت في فمي ... وأولادي حتى لو كانوا من حفظة القرآن ... فهم عوال (أولاد)السربوت !!!!

لو اجتمع مائة من أشكال صاحبنا ولد القرية ليخرجوني من هذا الجو ما خرجت !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! !!

حاولت أن أستجمع قواي لألتقط صورة معبرة من هنا ... لكني حسبت لفلاش الكاميرا ألف حساب ... فألغيت الفكرة !!!!

المهم بأمر من الأمير صدر الإيعاز لقائد المركبة بالتقدم قليلا لنستطلع ما الأمر ... فما دخلنا نحن فنحن غرباء على البلد وضيوف عليهم ... سرنا ببطء جنبا إلى جنب مع السيارت والشاحنات الواقفة ... وأنا ألمح بعضهم في سيارته قد راح في سبات عميق ينتظر الفرج وما باليد حيلة ... عجبا لهم كيف أمنوا فناموا !!!

وقفنا في منتصف الطريق على صوت أحدهم من أصحاب السيارات الواقفة وهو يقدم أشد أسفه واعتذاره مما يحصل لنا نحن بالذات ... فوقفنا وسألناه ما الأمر بالضبط ... فقال : هذه قبيلة (....) لها عدد من السجناء موقوفين ولم تحرك الدولة ساكنا في أمرهم ولم تتجاوب مع القبيلة ! فلم يجدوا وسيلة ليوصلوا صوتهم للمسئولين إلا بهذه الطريقة (قطع الطريق على المارة) !!

بدا لنا أن هذا الرجل على علاقة حديث مع أفراد هذه القبيلة حيث يقوم بدور الواسطة بين المحتجزين وأفراد القبيلة المسلحين ... تأكد لنا ذلك بعد أن قلنا له : نحن غرباء وضيوف من السعودية ولا علاقة لنا بما يحصل ... قال : قبل قليل جاءت سيارة سعودية وأخبرتهم بأن هؤلاء ضيوف علينا جميعا نريدهم يعبرون (كالعادة في مثل هذه الخلافات حيث يحيد فيها الغريب ... ما لم يكن من احتجازه هدف أبعد) ... لكنهم قالوا لو اقتربوا لأطلقنا عليهم ... ولندع سفارتهم تحل الأمر وتعلم بالقضية ونُسمع صوتنا !!!

مر أحدهم من خلف محدثنا قائلا : اهربوا ارجعوا !!!!!!!!!!!!!

عدنا أدراجنا بتثاقل وحسرة ... فالطريق متعب وطويل حيث إن أقرب مدينة من هنا "صعدة" ... وعلى بعد حوالي خمسة كيلو من مكان الاحتجاز ... نقطة تفتيش (مظلمة ... لا تختلف كثيرا عن مكان قطاع الطريق ... اللهم الزي الرسمي) مررنا بها قبل نصف ساعة ... فاستغربنا عدم علمهم بالأمر لعدم إخبارهم لنا بذلك أو إشعرنا بالأمر... وأردنا أن نحرز سبقا صحفيا بإخبارهم ... فبادرنا الشرطي كلنا يسعى لإحراز هذا الشرف .... ترا فيه ناس مسلحين هناك حاجزين السيارت ما تمر ... قلناها بإنفعال وخوف وثقة بوصولنا للأمان !!!!!!!!

لم يبد الشرطي أي انفعال ... فالسبق الصحفي منا هو في الحقيقة خبر بايت!!

قال : إيوه مقطوع لكن ... اجلسوا هنا بالقرب منا لحين وصول طقم من لواء صعده ويتفاهموا مع الجماعة !!! (الجماعة هكذا ... لا مجرمين ... ولا قطاع طريق ...ولا يحزنون) !

وبالقرب من نقطة التفتيش أوقفنا السيارة ... وأنزلنا "البسط" والفرش والمراكى ... وجلسنا في ظلام دامس ليلة أول الشهر نرقب الحركة عن قرب ... اجتمع حولنا بعض المواطنين المقطوعين ورجال الأمن ... كلهم يبدي أسفه على ما حصل ... ويعتذرون بكل طريقة ممكنة منا على ما حصل من رجال تلك القبيلة .. وأن ما حصل ليس في العادة ... فالعربي على وجه الخصوص له تقديره واحترامه ولا علاقة له بالخلافات ... يتوددون إلينا بطيب الحديث ويسلونا عنا بأعذب القصص ... أناس كرماء الطبع والأخلاق ... كلهم يعتذر بطريقته ... بالكاد نعرف المدني من الشرطي منهم لأننا لا نرى وجوههم من شدة الظلام فقط شعلة السيجارة في يد كل منهم وهم يحدثوننا ... ومن يجرؤ منا على نهيهم عن المنكر بإطفاء السجائر ... هنا كل شيء يسير على غير عادتنا !!!!!!

بعد حوالي ساعة شعروا برغبتنا في مد ظهورنا والراحة في هذا الجو اللطيف ...

فانصرفوا عنا غير بعد ... ورمينا بأجسادنا متلحفين بعض فرشنا ... لنبدأ من دون شعور أو كلام ... في عبادة غفلنا عنها ... وهي التفكر ... لم يكن منظر السماء الصافي تلك الله بديعا فحسب ... بل كان مهيبا بصفاء لا يوصف ... كان عدد نجوم السماء أكثر من العادة ... كلها تتلألأ وتتوهج ثم ترمي بشهب من هنا وهناك ... فسبحان الخالق البديع ما أعظم خلقه ... قلت لأحدهم –بحكم دراستي السابقة - : بعض هذه النجوم قد انتهى وتبدد من آلاف السنين إلا أن ضوءه ما زال في الوصول إلينا لبعده ... وهو في الحقيقة لا وجود له ... لك أن تتخيل هذه العظمة إذا علمت أن ضوء الشمس التي تبعد 93 مليون ميل يصل في 8 دقائق فقط ... فكيف بنجوم يستغرق ضوءها للوصول 100 سنة .... كم تبعد منا هذه النجووووم ؟!؟!؟!

مساحة هائلة في هذا الكون ... وهي ليست إلا كالحلقة الصغيرة في الفلاة قياسا بعرش الرحمن ... ما أضعفك أيها الإنسان ؟!

سبَحان سويا في عبادة التفكر ... حتى قطعناها بعبادة أخرى ... كان سببها صوتا وجلبة شعرنا بها في المكان حول نقطة التفتيش ... فانتبهنا من فرشنا ... لنشاهد أربعة جيوب مصندقة محملة بالجنود ... والرشاش عيار50 برصاصه المهول موجه للأمام ... ترجل أحدهم وأشار إلى قطعتين من الأربع مع رجالها بالدخول للموقع ... وبقيت قطعتان أمام أعيننا ... أخذنا نرقبها ... ودخلنا في عبادة أخرى كما أسلف ... فقد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام ... من لم يغز أو يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق .. أو كما قال عليه الصلاة والسلام ...

في تلك الليلة ذكرنا لبنان وأحوال المسلمين المرابطين على الثغور ... تخيلنا أنفسنا هناك ... عشنا أجواء عجيبة ... وأظننا من غير أن نشعر قد رصدنا في ميزان الحسنات شيئا ... فسبحانه يعلم خائنة الأعين وما تحفي الصدور .

بعد ساعة من دخول القوات المسلحة ... جاء الخبر بأن الطريق سااااااااابر (قد فتح) أما طاقم الجند فلم نر له أثرا ... قيل بأنه لاحق القطاع لديارهم مهددا ومتوعدا ... عبرنا الطريق بسرعة ... وخلدت أنا للنوم بعد أن تنفست الصعداء وأزلت من ذهني أفكاري السوداء ... تنبهت من نومي ... فسألتهم أين نحن ؟!؟! قالوا : نحن الآن في "ريدة" موطن اليهود في اليمن ...



قلت : يا دي الليلة اللي مش فايته على خير!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

[align=left][/align]

السلام عليكم ورحمة الله ....

في ليلة أبهاوية (مجنونة!) من ليلي الصيف ... اجتمع رهط من الشباب في منزل أحدهم في حي "النميص "... وفي فناء المنزل ضمتهم جلسة دافئة على رشفات من القهوة والشاي ... كل شيء كان هادئا حتى الحديث الذي تم تجاذب أطرافه لم يكن ليتجاوز العمل والأحوال المعيشية وربما مستجدات السياسة ... كل تلك الأحاديث يلفها الهدوء وترتيب الأدوار احتراما للسن والمقام ... ربما أسهم طول الانقطاع في هذا الجو الرزين ...

مرت الليلة بسكونها الذي لم يعكر صفو مزاجه إلا أصوات الألعاب النارية التي ارتجت لها أطراف الحارة الهادئة بصفير الأطفال وتصفيقهم ... (مساكين هؤلاء الأطفال الذين ترمي على كواهلهم شطحات الطفولة في ثياب البالغين ) المهم ... انتهت الألعاب وعاد الجو إلى سابق عهده ....

حتى رميت صخرة كبيرة ضخمة في المياه الراكدة ... فأحدثت صوتا وحركة... استدعت وعلى وجه السرعة إبريقا آخر من الشاي ... هب المضيف فزعا منتشيا لإحضاره ...

ما رأيكم في سفرة سياحية نطرح عن أجسادنا أغلال التعب ومشقة الروتين القاتل ؟!

كانت هذه الصخرة اللفظية كافية لتجعل ليلتنا ساخنة صاخبة بالآراء والمقترحات ... سيرلانكا كانت أولى الوجهات في تلك الليلة ... نوقشت المميزات والعوائق .... أستأذن أحدهم للذهاب لسيارته ... وأحضر أوراقا لبرامج سياحية لماليزيا وأندونيسيا ... فأبعدنا النجعة وازدادت الآمال ... فانقطع الحديث عن سيرلانكا لتكون ماليزيا سيدة الموقف.... وما زالت الأحاديث هناك حتى جاء اتصال من أحد الزملاء من استراليا ... فارتقت الآمال وعلت الهمم لما هو أبعد ... وهكذا شيئا فشيئا .... انقطع الحديث عن ماليزيا .... لتحتل استراليا ساحة الحديث ... وما كادت ساعات الليل أن تنقضي حتى عزمنا الرحيل إلى صلالة عن طريق اليمن !!

ألم أقل لكم إنها ليلة مجنونة !